تصادف اليوم الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الكبير سميح القاسم وفي هذه المناسبة الحزينة عليَّ وعلى قلوب الأهل ومحبي سميح ارتأيت أن أعيد نشر قصيدتي في رثائه التي كنت القيتها قبيل تشييع جنازته في بلدته ، الرامة في الجليل وأرفق صورة لي بمعيته في زيارة كنت قمتُ بها للاطمئنان على صحته وهو يعاني المرض الذي تغلَّبَ عليه لاحقًا مودعًا فلسطين والأمة العربية والشعر الذي ردَدَهُ العرب من الخليج الى المحيط .
أيُّها الشاعِرُ المُسَجَّى
بموتِكَ هذا
غيّمَ الحُزْنُ
والقَلْبُ انكسَرْ ،
هاجَرَ الطَّيرُ
واصْفَرَّ الشَّجَرْ .
يا فارِسَ العَصْرِ
يا أبا الوَطَنْ
بموتِكَ هذا
غادَرَ الشِّعْرُ
والفَنُّ انتَحَرْ ،
بموْتِكَ هذا
أسْدِلَ الليلُ
وغابَ القَمَرْ ،
ماتَ سِحْرُ الفَجْرِ
واليأسُ انتصَرْ .
وَداعًا يا عاشِقَ الغَيْثِ
وزَخَّاتِ المَطَرْ ،
يا أميرَ الشِّعرِ
يا مُسْرِجَ الدَّرْبِ
يا حَبيبَ الحُكماءْ ،
يقولونَ في الجليلِ ناحَتْ حمامَةٌ
على فَقْدِكَ يا كبيرَ الشُّعَراءْ ،
بموْتِكَ هذا غطَّتْ غمامَةٌ
بِلادَ العُرْبِ
فانقشَعَ النورُ في السَّماءْ ،
فلسْطينُ مَهْدُ الحَضارَةِ تَبْكيكَ حزينَةً
وَمِصْرُ وأرْضُ الشامِ وسائِرُ الأرجاءْ .
نَمْ قريرَ العيْنِ
سَلِّمْ على مَنْ قضى
قبْلَكَ منْ أهلِ الشِّعْرِ والأدَباءْ ،
سَلِّمْ على جُبْرانَ والبياتي وَمِنْ بعْدِهِمْ
نزارُ ودَرويشُ ، كبارُ الشُّعَراءْ ،
بلادي اليوْمَ يا سَميحُ باتَتْ يتيمَةً
تبكي على موتِ منْ كانَ اسمُهُ
حُلَّةَ الأسماءْ .
لكَ الرَّحمةُ
وللأهلِ والعُربِ في سائرْ الأنْحاءْ
حُسْنُ التعازِي
وَطُولُ البقاءْ .
20.08.2014