حضر صباح السبت مئاتٌ من شيوخ الطّائفة الدّرزيّة من الجليلين والجولان والكرمل إلى مقام سيّدنا أبي عبدالله (ع)في قرية عسفيا، للمشاركة في الزّيارة السّنويّة التّقليديّة للمقام الشّريف، والّتي حظيت هذا العام برونقٍ توحيديّ خاصّ، إثر تجدّدها بعد انقطاع دام ما يقارب العامين في ظلّ جائحة الكورونا.
وقد افتتح فضيلة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة مراسم الزّيارة، مهنّئًا الإخوان والجمع الغفير بحلول الزّيارة الشّريفة، ومشدّدًا على ضرورة الاستمرار في الحفاظ على الوحدة والتآلف، والثّبات على فضيلة "حفظ الإخوان" الّتي تجلّت بوضوحٍ خلال الأسبوع المنصرم، بعد أن قام أهالي عسفيا وأبناء الطّائفة على اختلاف أجيالهم بهبّةٍ أخويّة مؤثّرة لمساعدة أخٍ التهمت النّيران بيته، ليقوموا بإعادة البناء خلال يومين فقط، مؤكّدين أنّ ماء المحبّة أقوى من كلّ نار ودمار، وهو الأمر الّذي وصفه فضيلته بالمؤشّر القاطع على وحدة الطّائفة في كافّة قضاياها المصيريّة الوجوديّة، واستعداد أبنائها للتّعالي عن كلّ الاختلافات أمام كلّ خطرٍ يهدّد الطّائفة في كلّ زمان ومكان.
يُذكر أنّ كلمة فضيلته شملت أيضًا تطرّقًا لموعد هذه الزّيارة المميّز، الّذي يتزامن مع العام الخمسين على وفاة المرحوم الشّيخ أبي حسن منهال منصور ابن قرية عسفيا، مستذكرًا ما خلّفه المرحومُ من سيرةٍ توحيديّة عامرة في التّقى والعلم، وما جمعه من علاقات أخوّة ومودّة مع المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر) بعد أن تشاركا في مسيرة الفضل والدّراسة في خلوات البيّاضة الزّاهرة في لبنان.