بقلم : نزيه حلبي
قامت قبل أيام لجنة الكنيست برفع الحصانة البرلمانية عن عضو الكنيست سعيد نفاع، بسبب ترأسه وفد مؤلف من أبناء الطائفة الدرزية، خلال زيارتهم لسوريا عام 2007 (كونها دولة معادية لإسرائيل).
لهذا السبب سيتم تقديم عضو الكنيست نفاع للمحاكمة، لذلك وجب رفع حصانته. وقبل جلسة الكنيست بأيام قامت اللجنة المركزية في حزب التجمع، بفصل نفاع من بين صفوفها لأسباب حزبية لا أريد التطرق إليها.
لكن الأمر الذي لفت انتباهي ولم استطيع السكوت عنه، هو موقف أعضاء الكنيست الدروز من موضوع رفع الحصانة. هذا لأننا لم نسمع أي منهم يتحدث في حق نفاع أو حتى لم يقم أي منهم بإبداء رأيه في هذا الموضوع!. (ربما هناك خلافات حزبية بينهم، وعدم اتفاق، لكن لا اعتقد بان هذه الخلافات قد تتحول إلى خلافات شخصية بينهم، تمنعهم من إبداء رأيهم والدفاع عن ابن طائفتهم).
لقد التزم جميع أعضاء الكنيست الدروز الصمت، وكأن الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم، وكأن نفاع نكرة لا ينتمي إلى الطائفة المعروفية. لقد نسي جميعهم بأنهم ينتمون إلى طائفة واحدة، وبأنهم يؤمنون بنفس الدين والعقيدة، وأنه حسب الوصايا التوحيدية هناك وصية تلزم كل درزي منا، وهي وصية "حفظ الإخوان". (طبعا بالإضافة إلى وصايا أخرى، نؤمن بها ضمن العقيدة التوحيدية، وهي تلزم كل منا بالآخر وتربطنا مع بعضنا البعض). للأسف فقد تجاهل أعضاء الكنيست الدروز هذه الوصية ووصايا أخرى، والتزموا بوصايا ومبادئ أحزابهم، بعكس ما كان يُتوقع منهم.
أريد أن أشير باني لا أوافق عضو الكنيست نفاع خطه السياسي، ولا تربطني أية صلة بحزب التجمع، لكني وجدت لزاما علي أن أتطرق إلى هذا الموضوع، لأني أدركت بان من يتجاهل أهم الوصايا الملزم بها دينيا، ويتجاهل أبناء طائفته في ساعة الضيق، فهو بالطبع يتصرف كما يحلو له وكما يُؤمر من قيادة حزبه، بدون أن يكون له الحق في حرية التعبير أو حتى إبداء رأيه الشخصي، لصالح أبناء طائفته، عندما يكونون بحاجة إليه.
لو نظر أعضاء الكنيست الدروز إلى باقي أبناء الطوائف والى دعمهم لبعضهم البعض ووقوفهم إلى جانب بعضهم في السراء والضراء، لتعلموا منهم كيف عليهم أن يحترموا أبناء طائفتهم وان يقفوا إلى جانبهم – وليس التخلي عنهم في الأوقات الحرجة، خاصة وقد سنحت لهم الفرصة لإثبات حريتهم الحزبية ومواقفهم تجاه أبناء طائفتهم في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الطائفة.
لكن للأسف هذا التصرف علمني درسا واحدا وهو: إنهم سوف يتصرفون معنا عندما نحتاجهم، بالضبط كما تصرفوا مع نفاع، لأنهم مُرغمين على تنفيذ سياسة أحزابهم، ولا شيء يربطهم بطائفتهم بعد – عدا فترة الانتخابات.