كان قتل تمام حاج يحيى ومنار كنعان ورانية فارس وميادة مطر وحفيظة حجيرات ودرزية مصري، في غضون ثلاثة أشهر، بمثابة ناقوس خطر لظاهرة قتل النساء في مجتمعنا، هذا الناقوس الغاضب الذي طالما دقّته الجمعيات النسوية وسط إنكار مجتمعي لكونها ظاهرة من جانب، وصمت عنها أو تبرير لها من جانب آخر، ووسط توال للجريمة التي تنتزع حياة وكيان نساء لكونهن نساء.
ليأتي التجنّد والإجماع، في أعقاب ذلك بمختلف المستويات لإنجاح المظاهرة القطرية لمناهضة قتل النساء، يوم السبت القادم في مدينة الناصرة، ولإطلاق صرخة موحدة من اجل وقف الجريمة ووقف الصمت عنها. بالذات أن قتل النساء يضاف إلى التصاعد والتفاقم غير المسبوق بظواهر العنف بجميع أنواعه وأشكاله في مجتمعنا.
يوم الجمعة الماضي وفي خضم التحضيرات للمظاهرة، صعقنا بخبر قتل عبير أبو دعموس في القدس، بعد سنوات من التعنيف والتنكيل من قبل زوجها، لتكون ضحية جدية لقتل النساء. لا تبرير لقتل عبير، أو قتل أي امرأة لكونها امرأة، عبير أرادت أن تعيش بكرامة ككل الناس لا أن تكون الضحية 117 في تعداد الضحايا منذ عام 1986.
نحصي الضحايا
والسؤال، إلى متى سنبقى نحصي الضحايا؟ إن موت الضحية يجعلها للأسف رقما جديدا في هذا الإحصاء القاسي، والذي يهمل أيضا الضحايا المخفيات، إن محاولة قتل امرأة من الرملة في نهاية هذا الأسبوع من قبل زوجها، تضع على أجندة حملتنا وبحدة واقع الضحايا المخفيات اللواتي يٍُضربن ويُشوهن ويُحرمن من الحركة، أو يعشن مقعدات حيث "أفشل القدر" محاولات القتل ولكن جريمة العنف تبقى مستمرة تجاههن إلى مماتهن.
إن ما يزيد من إمكانية اقتراف هذه الجرائم هو التخاذل وامتناع الشرطة والأجهزة القضائية عن العمل بمسؤولية، وبموجب القانون، لمحاكمة المجرمين ولتطبيق العدالة والقضاء. وهو ما يشكّل مشاركة تواطؤيّة في شرعنة الجريمة وعدم وضع رادع أمام المجرمين.
مظاهرة لشجب الجرائم
إن مظاهرة السادس من شباط، لمناهضة قتل النساء، ليست شجبا آخر لجريمة جديدة، إنما هي خطوة جادّة لبلورة وعي مجتمعي يشملنا جميعا نساءً ورجالاً، قيادات وأحزابا ومؤسسات وأفرادا لمواجهة العنف ضد النساء ولصد الجريمة القادمة. حملتنا هي خطوة باتجاه التغيير المنشود نحو مجتمع تسوده المساواة والأمان ويحافظ على حقوق أفراده، نساء، رجالا وأطفالا ويضمن حقهم بحياة كريمة. مظاهرة يوم السبت القادم هي فرصة، لكل أبناء وبنات مجتمعنا، لرفع صوتهم/ن وتصريح رفض جماعي للعنف والقتل.
اكثر من117 امرأة قتلت لكونهن نساء! ليس بمقدور احد إنصافهن الآن، والعديد قد يكون تم تمويه سبب وفاتهن وبالتالي لم يعرف عن ظروف قتلهن، ونحن اذ لا نرى النساء مجرد أرقام نجد أنفسنا مضطرين/ات لكتابة رقم أجوف لكنه أليم، لعلَّ كبر الرقم يدل على فظاعة الجرائم المسكوت عنها.
وهنا أسماء جميع الضحايا للتذكير ان خلف كل رقم هناك اسم ووجه، وحياة وكيان إقتصته جرائم العنف ضد النساء، ليطبعن في الذاكرة، لا ان يكن مجرد خبر عابر.
ألمظاهرة بدعم لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربيّة وبدعوة:
إتّحاد الجمعيّات العربيّة- اتّجاه، إتّحاد المرأة التّقدميّ، أصوات- نساء فلسطينيات مثليات، البيت الجماهيريّ للنّساء، برنامج الدّراسات النّسوية- مدى الكرمل، ألبير، البيادر للتّربية والتّراث، تحالف النّساء للسلام، جمعيّة التّمكين الاقتصاديّ للنّساء، جمعيّة الشّباب العرب بلدنا، جمعية التوجيه الدراسي، جمعيّة الثّقافة العربيّة، الجيل الجديد، حركة النّساء الدّمقراطيّات، حركة حقّ الشّبابيّة، حوار للتّربية البديلة، الزّهراء للنّهوض بمكانة المرأة، السّوار، الفنار- التّنظيم النّسويّ الفلسطينيّ، كيان- تنظيم نسويّ، لجنة العمل للمساواة في قضايا الأحوال الشّخصيّة، لجنة المبادرة العربيّة الدّرزية، لجنة متابعة قضايا التّعليم العربيّ، مركز الطّفولة، معا- اتّحاد الجمعيّات النّسائيّة بالنّقب، منتدى الجنسانيّة، المرأة وكيانها، المؤسّسة العربيّة لحقوق الإنسان، مركز مساواة، مركز عدالة، مركز إعلام، مجموعة خطوة في اللد والرّملة، مجموعة العكاويّة، نساء ضدّ العنف، نساء وآفاق، نعم- نساء عربيّات بالمركز.
ألاحزاب المشاركة:
الجبهة الدّمقراطيّة للسّلام والمساواة، الحزب الشّيوعيّ الإسرائيليّ، أبناء البلد، التّجمّع الوطنيّ الدّمقراطيّ، الحركة العربيّة للتّغيير، الحركة الإسلامية، الحزب الدمقراطي العربي.