أحدثت تهديدات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ضد الرئيس السوري بشار الاسد ضجة كبيرة في الحلبة السياسية في اسرائيل وأثارت ردود فعل ساخطة لدى العديد من أعضاء الكنيست. فقد حمل حزب (كديما) - حزب المعارضة الرئيسي - بشدة على حكومة نتانياهو متهما اياها بانها تلعب بالنار. وجاء في بيان اصدره الحزب انه بغياب زعامة سياسية واضحة يتلاعب كل وزير في الحكومة بعدم المسؤولية من خلال اطلاق تهديدات باندلاع حرب شاملة.
ووجه حزب كديما رسالة الى نتانياهو: بدلا من تهدئة الخواطر تعمل اسرائيل الرسمية على تأجيج النار. ويجب على نتانياهو التعالي فوق مشكلاته السياسية وابداء المسؤولية تجاه مستقبل الدولة التي انيطت به مهمة الحفاظ عليها. ان اسرائيل اقوى من التفوهات الملتهبة وعديمة المسؤولية من قبل من يترأسونها.- كما جاء في بيان كديما.
هذا واكد النائب ايتان كابل من حزب العمل في الائتلاف الحكومي انه يجب على رئيس الوزراء ان يوقف داعية الحرب ليبرمان عند حدّه. من المستحيل ان يضطلع بمهام منصب حساس لهذه الدرجة رجل يتصرف بلا وازع او رادع يفتقد الى التعقل ولا يدرك اهمية السلام مع سوريا وخطر خوض حرب ضدها.
اما النائب طلب الصانع فدعا الى لجم ليبرمان واصفا اياه بثرثري خطر من شأنه ان يورط المنطقة في حرب شاملة يستغنى عنها. ويتعين على رئيس الوزراء كبح جماحه وإسكاته.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس "لا تختبروا ايها الاسرائيليون عزم سوريا، تعلمون ان الحرب في هذا الوقت سوف تنتقل الى مدنكم. عودوا الى رشدكم وانتهجوا طريق السلام،هذا الطريق واضح والتزموا بمتطلبات السلام العادل والشامل".
وكان الوزير السوري يرد على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها وزير الامن الاسرائيلي ايهود براك مساءالاثنين امام مسؤولين عسكريين كبار.
وقال براك انذاك بحسب مكتبه "في ظل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع سوريا، قد نجد انفسنا في مواجهة عسكرية يمكن ان تؤدي الى حرب شاملة".
وتابع المعلم ان "اسرائيل تسرع مناخ الحرب في المنطقة واقول لهم كفى لعب دور الزعران في هذه المنطقة، مرة يهددون غزة وتارة جنوب لبنان ثم ايران والان سوريا".
وقال "اذا افترضنا ان مثل هذه الحرب اندلعت ويجب الا نستبعد كل الاحتمالات من كيان يقوم اساسا على العدوان والتوسع، اقول ستكون شاملة (الحرب) سواء ان اصابت جنوب لبنان او سوريا ستكون شاملة". وتابع وزير الخارجية السوري "استبعد كثيرا ان يشهد جيلنا بعدها محادثات سلام".