اعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين ان "فرض عقوبات اضافية بات السبيل الوحيد الذي ينبغي اعتماده" بعد القرار الايراني بالمضي بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.
وكانت ايران قد اعلنت على لسان علي اكبر صالحي، مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، ان التخصيب بنسبة 20 بالمئة سيبدأ صباح يوم الثلاثاء.
وفي سياق ذلك اعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بعد محادثات اجراها مع نظيره الفرنسي ارفيه موران ان الولايات المتحدة وفرنسا ستعملان من اجل فرض عقوبات دولية جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي، مشيرا الى ان فرنسا والولايات المتحدة اتفقتا على ان "تكون الخطوة التالية تحرك من جانب المجتمع الدولي".
من جهته، قال موران الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية لمجلس الامن الدولي ان "الموقفين الامريكي والفرنسي متطابقان تماما في ما يتعلق بايران"، مضيفا بأن "ليس هناك من خيار سوى العمل على اجراءات اخرى".
الى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين ان الخطوات التي اقدمت عليها ايران في الاونة الاخيرة ترقى الى حد الابتزاز وان العقوبات الدولية الجديدة باتت ضرورية.
وقال في تصريح ادلى به امام الصحفيين: "هذا ابتزاز حقيقي، انه أمر سلبي للغاية. والشيء الوحيد الذي نستطيع القيام به للاسف هو فرض العقوبات نظرا لان المفاوضات ليست ممكنة".
لكن كوشنير اضاف بأن "الصين وهي عضو دائم في مجلس الامن الدولي لم تقتنع بعد بضرورة فرض العقوبات".
وجاءت كل هذه المواقف بعد اعلان ايران عن خطط فورية لتنشيط برنامجها النووي الذي تخشى القوى الغربية انه يهدف لصنع قنبلة نووية.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أعلن في وقت سابق أنه أمر وكالة الطاقة الذرية الايرانية بالبدء في تخصيب اليورانيوم بدرجة عشرين في المئة بدلا من خمسة في المئة وهي النسبة التي يجري بها التخصيب حاليا.
وتزيد تلك الخطوة من المخاوف بان ايران تقترب من انتاج يورانيوم صالح لصنع قنبلة نووية.
وتاتي التطورات الاخيرة قبل ايام من احتفال ايران بالذكرى السنوية للثورة الاسلامية التي يتوقع ان تشهد احتجاجات من قبل معارضي الحكومة.
وقد توالت ردود الفعل الدولية المنددة بهذا الإعلان، فقد أدانت بريطانيا وألمانيا الخطوة واعتبرتها انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق قال نجاد في كلمة ألقاها، خلال معرض لتقنية الليزر، وبثت بشكل مباشر على التلفزيون الإيراني: "كنت قد قلت: لنمنحهم شهرين أو ثلاثة أشهر لإتمام صفقة التبادل، وإن لم يوافقوا سنقوم بذلك بأنفسنا" في إشارة الى السجالات الأخيرة بين إيران والغرب حول إمكانية تزويد طهران بالوقود النووي مقابل توقفها عن تخصيب اليورانيوم.
وأضاف الرئيس الإيراني قائلا: "الآن سيبدأ د. علي أكبر صالحي التخصيب بدرجة 20 في المئة"، ولكنه قال إن الأبواب لا تزال مفتوحة. وقال أيضا إن إيران تستطيع تخصيب اليورانيوم باستخدام تكنولوجيا الليزر.
ولكن صالحي، مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية قال إنه طلب من وكالته البقاء في حالة تأهب فقط، في حال فشلت المفاوضات حول الوقود النووي.
يذكر أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة 5،3 مئوية، ولكن إنتاج الاسلحة النووية يتطلب تخصيبا بدرجة 80 في المئة.
وقال جاريث إيفانز نائب مدير الهيئة الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية لوكالة رويترز إنه يعتقد أن بإمكان إيران تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المئة.
واجتمعت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) بالإضافة إلى ألمانيا لمناقشة المسألة النووية الإيرانية، وعبرت الصين عن معارضتها لفرض عقوبات جديدة على إيران.