في ظلّ بعض النّشرات عبر وسائل التّواصل، التي تدعو لعدم حضور الطلّاب لبعض المدارس للبقاء في بيوتهم مع ذويهم، يوم السّبت 5.3.2022، وذاك بدعوى عدم التّجاوب مع مطلبهم بجعل العطلة الأسبوعيّة أيّام الجمعة والسّبت، نوضح بهذا أنّ جميع مدارسنا مفتوحة يوم السبت كالمعتاد، وجاهزة لاستقبال أبنائنا الطّلاب.
سبق وبحثنا بعمق طلب بعض الأخوة المحترمين، (وهم أخوة لنا) جعل العطلة الأسبوعيّة يومي الجمعة والسّبت، وأجرينا (وكذلك ممثّل وزارة المعارف) جلسات مطوّلة معهم، باحترام كامل، أصغينا لأفكارهم وادّعاءاتهم وأسمعناهم أفكارنا وأبلغناهم بقرارنا. وللتّذكير، كانت البلديّة (المجلس المحلّي في حينه) بحثت اقتراحًا بهذا الاتّجاه قبل عامين قدّمه عضو مجلس محترم وتمّ رفضه بأكثريّة ساحقة.
قرارنا، متّفقًا مع تاريخ المغار ومواقف رجالاتها على مرّ الأجيال، كان وما يزال عدم إجراء تغييرات في الموضوع. وقد أوضحنا لأصحاب فكرة التّعديل دواعي قرارنا، كما يلي:
1. هنالك قطاعات واسعة من المواطنين، من مختلف الأطياف، يرفضون رفضًا قاطعًا إجراء تغييرات في بعض المدارس في ما يتعلّق بأيّام العطلة الأسبوعيّة، لأنّ التّعطيل أيّام السّبت يضرّهم يعملون أيّام السّبت). وهذا يشمل غالبيّة المعلّمين والمعلّمات والمستخدمين في الإعداديّتين والثّانويّتين وباقي الابتدائيّات ومدرسة قلب 21 للتّعليم الخاصّ ومدرسة مفتان ومستخدمي البلديّة والمربّيات والمساعدات في البساتين والرّوضات وأعداد كبيرة من الذين يعملون أيّام السّبت في مؤسّسات ومصالح مختلفة.
2. تعديل أيّام العطلة في بعض المدارس، سيعني تضارب في أيّام العطلة لأشقّاء وشقيقات يتلقّون دراساتهم في مراحل مختلفة. فلا يجوز أن يعطّل ابن أو ابنة لنا يوم السّبت فيما يعطّل شقيقه/ها أو شقيقته/شقيقتها يوم الأحد. ولا يعقل تفسيخ أيّام العطلة في الأسرة الواحدة.
3. نحن في أوج عمليّة تطبيق مشروع هامّ (التّميّز في المدارس) وبمشاركة مباركة من جميع إدارات المدارس. وهو مشروع يفسح المجال للتّسجيل في مدارس بعيدة، لتميّزها في مجال معيّن. لذلك فإنّ تعديل أيّام العطلة في بعض المدارس سيفشل مشروع التّميّز، ويضع عائقًا أمام شرائح معيّنة للانسجام مع هذا المشروع. فنحن جميعًا متساوون ولا يعقل حرمان أيّ طالب من أبنائنا من الانسجام مع هذا المشروع.
4. هنالك مئات المربّين والمربّيات الذين يعملون أيّام السّبت، ولا يتّفق ذلك مع إخراج ابنائهم لعطلة أيّام السّبت.
5. كذلك، هنالك سفريّات لطلّاب التّعليم الخاصّ، تشمل بعضها سفريّات مشتركة لطلّاب من أكثر من مدرسة، بحيث تتشوّش عمليّة تنفيذ السّفريّات لطلّاب لديهم أيّام عطل مختلفة، هذا فضلًا عن إشكالات أخرى في المواصلات قد تترتّب على التّعديل المذكور.
6. التّعديل المطروح، بمعنى تبديل أيّام العطلة لبعض الابتدائيّات، من شأنه تشويش عمليّة توحيد الأعياد، أيضًا داخل الأسرة نفسها.
7. كذلك، قبل فترة وجيزة قرّرنا، بالتّشاور مع وزارة المعارف ومديري جميع المدارس، تمويل مشروع غير مسبوق بتنفيذ ورشات فنّيّة وعلميّة (فنون وروبوتيكا وعلم فضاء وغيره)، بحيث يفتح المجال لطلّابنا للانخراط في دورات مفيدة في إطار التّعليم غير المنهجيّ. وأجمع المشاركون على جعل يوم الأحد بالذّات ركيزة أساس لتنفيذ هذه الفعاليّات، بما في ذلك فعاليّات مشتركة لمدارس مختلفة. هذا المشروع الهامّ لا ينسجم على الإطلاق مع تعديل أيّام العطلة في بعض المدارس بجعل يوم الأحد يوم تعليم عاديّ.
7. عملت المغار، أبًا عن جدّ، على مرّ الدّهور على احترام جميع الأطياف والشّرائح والأحياء وعلى وحدة أهل المغار، ونحن سائرون خلف السّلف الصّالح، عملنا ونعمل على توحيد المغار ونتوقّع أن يكون أصحاب فكرة التّعديل شركاء معنا في تعميق الوحدة وليس العكس.
نرجو، أخيرًا، الابتعاد عن وسيلة حرمان أبنائنا الطلّاب من أيّام دراسيّة، لغاية فرض أيّ وجهة نظر. فمدارسنا كلّها مفتوحة لاستقبال جميع بناتنا وأبنائنا، ومن غير المقبول فرض وجهة النّظر بتغييب أبنائنا الطلّاب عن مدارسهم.
وفي الأوّل والأخير،
المغار كانت موحّدة على مرّ تاريخها، بكلّ شرائحها، وستبقى موحّدة إلى دهر الدّاهرين.
باحترام
فريد غانم
رئيس بلديّة المغار