كل الدلائل والخبراء العسكريين والسياسيين عالميا يشيرون الى خطورة الحرب الروسية الاوكرانية على السلام العالمي واحتمالات خروج هذه الحرب عن السيطرة وامكانية تدهور الأوضاع عالميًا مما قد نصل في النهاية الى تصادم بين الشرق والغرب وإن لم يكن عسكريا فبالتأكيد حرب اقتصادية شاملة قد تُلحِق العالم بأسره الى أسوأ حالة منذ الحرب العالمية الثانية .
ومن أهم الأسباب المثيرة للقلق فرض العقوبات الصارمة والشديدة التي شرعت بها الولايات المتحدة ضد روسيا وجر حليفاتها باتخاذ مثل هذا الموقف معها الأمر الذي يضع روسيا في وضع لن يمكنها من تحمل هذه العقوبات وبالتالي قد يلزمها باتخاذ موقف أكثر تشددا وربما عسكريا مما سيهدد الأمن العالمي واحتمالات التصادم العسكري بين الشرق والغرب .
ومن المؤشرات الخطيرة التي تؤكد صحة ما أقول وقوف الدول الأوروبية الغربية مع أمريكا في فرض هذه العقوبات والأخطر الدعم اللوجستي الذي تحصل عليه اوكرانيا من حلف الناتو ، الأمر الذي قد يُفقد روسيا صوابها واتخاذها خطوات أخطر مما قد بدا منها حتى الآن في حربها ضد أوكرانيا .هذا في حين لا ننسى أن الصين الدولة النووية امتنعت عن شجب غزو روسيا لأوكرانيا.
وهنا لا ننسى أن أم المشاكل هي أمريكا الاستعمارية التي سَلَّحَت اوكرانيا ، جارة روسيا، وتسعى من أجل انضمامها الى حلف الناتو ، الأمر الذي كان السبب في قرار بوتين مهاجمة اوكرانيا كون تصرف الولايات المتحدة والناتو فيه ما يضر ويهدد سلامة روسيا أمنيًا.
ومن المؤشرات التي تدعو لإمكانية تأزم الوضع أكثر بين روسيا والغرب ما نشرته مصادر أمريكية نقلًا عن مسؤولين أمريكيين أن روسيا طلبت من الصين منحَها معداتٍ عسكرية ودعمًا لعمليتها العسكرية في أوكرانيا التي بدأت في 24 من الشهر الفائت. وطلبت روسيا أيضاً من الصين مساعدة اقتصادية إضافية للمساعدة في مواجهة الضرر الذي لحق باقتصادها جراء العقوبات الواسعة التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والآسيوية عليها. هذا في حين أكد مسؤولون أمريكيون أن طلب روسيا المساعدة من الصين "أمر مقلق للغاية " في الوقت الذي أكدت السفارة الصينية في واشنطن كذلك أن الوضع في أوكرانيا مقلق للغاية.
في هذه الحالة بقي أن ندعو نحن هنا الى ما يُصلِح الحال وَعدم التهوُّر من كلا الطرفين وعدم جر العالم ، لا سمح الله ، الى حرب عالمية ثالثة قد تكون في أسوأ الحالات ، اذا ما نشبت ربما نووية .