بقلق شديد، نتابع منذ أسبوعٍ تقريبًا ما تشهدُه البلاد من أعمال إرهابيّة وإجراميّة سوداء، مجتاحةً الشّوارع والبيوت والبلدات، حاصدةً أرواحًا بريئة دون أيّ سببٍ أو ذنب، ومهدّدةً شعور الأمن والسّلم الّذي اعتدنا عليه.
هذه الأجواء المتوتّرة الصّعبة دون أيّ شكّ، تحتّم علينا جميعًا كسكّان ومواطني هذه الدّولة، أن نوحّد القوى من أجل العمل سويًّا، كلٌّ من موقعه ومسؤوليّته وتأثيره، من أجل حقن الدّماء وتهدئة النّفوس والقلوب.
وإنّنا إذ نواجه تفاقم هذا الإرهاب الخطير، علينا أن نذكّر ونشدّد أنّه لا دين للإرهاب. هذا الإرهاب الّذي لا يفرّق بين عربيّ أو يهوديّ، متوغّلًا في زرع الحقد والكراهية والفتنة الملعونة بين النّاس، مؤكّدين أنّ المعتدي على خلق الله أيًّا كانوا بالقتل جورًا وظلمًا وإفكًا، لا دين له عند الله ولا نجاة.
نهيب بجميع القيادات والهيئات العاملة في البلاد، محليًّا وقطريًّا، رسميًّا وشعبيًّا، لوقفة واحدة موحّدةٍ وصريحة ضدّ الإرهاب على كافّة أشكاله وأنواعه وتسمياته.
كما ونهيبُ أيضًا بجميع مواطني البلاد على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، وخصوصًا شباب الجيل الصّاعد والواعد بعدم الانجرار وراء المغرضين وضعفاء النّفوس، الّذين يختبؤون خلف شاشات وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ناشرين السّموم والأحقاد من أجل زعزعة العلاقات بين فئات المجتمع داخل البلاد.
نناشدُ الجميع عربًا ويهودًا، بضرورة العمل على تهدئة النّفوس والأوضاع، والسّعي وراء بناء جسور العيش المشترك والأمن والسّلام، ضارعين إلى الله عزّ وجلّ باستعادتها عمّا قريب.