هل يمكن أن يكون هناك أحط من رجل يقدم على قتل امرأة بدم بارد، وهو يعلم أنه يفوقها قوة ومقدرة جسمانية؟ وهل يمكن ان يكون هناك أحقر من شخص يقوم بقتل مرب ومثقف برصاص حاقد من مسافة قريبة وهو ملثم؟ وهل هناك أوضع من شخص يسمح لنفسه باهانة قاض أو قاضية في أروقة المحاكم؟ مهما كانت المبررات، ومهما تعددت الأسباب ومهما أوجدنا من أعذار، لا يمكن القبول أو السماح بمجرد التفكير حتى، بأن هناك ذرة تبرير لمن يقوم بأعمال خسيسة وحقيرة كهذه؟
ما معنى أن يقوم زوج أو غيره باطلاق رصاص على زوجته أو أخته أو قريبته وهو يعلم أنها لا تملك ادنى حالات القوة المماثلة لترد عليه، فهل في عمل كهذا من البطولة شيء يذكر؟ من سمح حتى لزوج المربية الشابة والنشيطة المرحومة هالة سلام، بأن يحرم طلابها منها، ويترك والدها ووالدتها يبكونها بقية العمر؟ من أجاز لوالد حتى، بأن يقضي على مستقبل أولاده ويحرمهم من رعاية وحنان وعطف الأم، الذي لا يعادله حنان او عطف، ونحن نقترب من يوم الأم؟
ماذا يمكن أن يقال عن اعتداء جبان ودنيء على مربي أجيال وشاعر صاحب كلمات رقيقة وانسانية من الدرجة الأولى، وأن يتطور هذا الاعتداء الى عملية اجرامية خسيسة. فهل من الرجولة بمكان أن يحضر ملثمون الى منزل مرب في قرية شعب هو الشاعر والمربي المرحوم شاكر خطيب، وبدل أن يقدموا له باقة ورد على جهده وتعبه وسهره الليالي، يقدمون له باقة من رصاصات الغدر والخيانة، أمام باب بيته وأمام عائلته في أول الليل، بينما كان يفكر على الأرجح، بقصيدة جديدة أو يستعد ذهنيا ليوم آخر من العمل الشاق ألا وهو التدريس والتربية؟ بأي حق يحرمون معلم مخلص وفي من طلابه ومجتمعه؟ بأي سلطة ينتزعون والد من بين أولاده وهو يرعاهم ويرافقهم في مشوار العمر، وخاصة في أدق المراحل وهم يشقون طريق العلم؟
لم تعد تجد الخطابة، ولا مقالات التوعية الارشاد، حتى صرخة المتظاهرين والمتظاهرات لم تترك صداها. ماذا بعد؟ هل سنصل الى يوم لا يذهب فيه المعلم الى مدرسته إلا والمسدس في حقيبته؟ هل ستعمد كل امرأة إلى ان تضع تحت وسادتها الغاز المسيل للدموع قبل أن تخلد الى نومها؟ أي جهنم هي التي نعيش فيها، وأي جحيم هذا الذي نحياه؟ وإذا كنا نصمت على الجريمة استخفافا حتى الأمس القريب، فاننا بتنا نصمت من الجريمة هولا في يومنا الحالي؟ لم يعد القانون يملك قوة الحماية، ولا القضاء قوة الردع ولا الشرطة قوة الأمن، فالى من نلجأ؟!
(شفاعمرو)