شعر : عمر سعدي
في آخرِ الليل
حينَ آتيكِ بكامِلِ شهوتي
وتحضرينَ
بمنتهى أنوثتِك
سنَحصِدُ
صَمتَ الشهوةِ سِرًّا،
مراسيمَ
عِشقٍ جهور
***
في آخِر الليلِ
حينَ تبدأ النجومُ بالسقوط
والغيومُ بالتكاسل!
سأحتويكِ بينَ أضلاعي أميرةً
َتَسكُنُ شُهُبَ جَسدي
وتذوبُ في لهيبِ أشعّتها
ودفء بريقها الأخّاذ
***
في آخِر الليل
حينَ يغفو القمَر الساهِر،
تجتاحُني لهفةٌ للقاءِ
وتمضي الحروفُ
إلى خاطِري كالأوفياء،
نُمارُسُ رصفَ الخطايا
فوقَ أوراقِنا اليابِسة
ونجتاحُ نَهد المعاني
عبورًا
بصحرائها القاحِلة
***
في آخر الليلِ
حينَ تأتي الهواجِس كالظِلّ
سرًّا إلينا
وتمشي، كما الطِفلُ
فوقَ يدينا
ستشتعلُ الأحاسيس فينا
ونبقى نُداعِبُ بعضنا بعضًا
وبينَ صُراخٍ شغوفٍ
وهمسٍ عَطوفٍ
ستُمطِرُ الدُنيا
حنينًا، وحُبًّا
***
في آخِرِ الليلِ
حينَ تُمحى جَميع المسافاتُ
مِن أطرافِها،
وتبدو الأماكِن كلها متشابهة
سأكونُ أوَّل مِن يجتاحُ قلبك
وآخِر المنتصرين...
سأبني مِن مساحاتِ خصرِكِ لغةً
أبوحُ بها
أمامَ الحاضرينَ...
وأشتاقها
حينَ تنأى المسافاتُ سِرًا
وألقاكِ، ما بَعدها
امرأةً،
تجرّ ذيولَ الهزيمةِ
شيئًا، فشيئًا
فأنسى انكساري
وأغمُرها بالحنين
***
في آخِر الليلِ
حينَ تواري الشفاهُ الحمقاء أسماءنا
ويضيعُ ما بينَهُما الكلام
سأمشي وحيدًا، حافيًا
في الظلامِ
وأجتاحَ ليلَ الحديثِ الأنثويّ
وليلَ اليمام
وأغفو كنسرٍ كسيرٍ،
فوقَ صدرِكِ ليلًا
وبينَ شفاهِكِ
ليلًا أنام
***
في آخِرِ الليلِ
حين تسبقنا الحكايات إلى مخدَعنا
وتغفوُ هُناكَ
قريبًا مِن براءتنا،
لتَغزِلَ فيها حريرًا
يُعيدُ لنا ما مضى مِن طفولتنا
سنجتاحُ تِلكَ الحكايات
سنمسي نَحْنُ أبطالها...
وما بينَ إغفاءَةِ عينٍ
وإخفاقةِ نَهدٍ
سيأخُذُنا ليلَكُ الحبّ
إلى مَضجعِ الأمنيات
لنبقى هُناكَ
إلى آخِرِ الليل
***
في آخِر الليلِ
حينَ تنامينَ
كطفلةٍ في الثلاثين
سأغفو كسُنبلةٍ فوقَ صدرِكْ،
وألقي حروفي بثغرِك...
سألهـو كما عوّدتني يدايَ بِشعرِك
وأهوي، كطفلٍ في الأربعينَ
بسُلطانِ صَدرِك
وأحلُم فيما تنامينَ ليلًا بِغيرِك
أما آن للحرفِ أن يستكينَ
ففي الغدِ
يصحوُ، كعصفورِ عِشقٍ
بأحضانِ قلبِك
***
وفي آخرِ الليلِ
يأتي الصباحُ ليوقِظنا
مِن سُباتٍ جميل المُحيّا
رقيقٍ، كأنثى
تنامُ بحزنٍ على ساعديّ
فتنهار كل الأماني
ويبقى خيالي
يئنُ، كطفلٍ صغيرٍ
تُبللُهُ الذكرياتُ، صبيًّا
وأكبُرُ لحظَتها في هُدوءٍ
وأمضي،
بأحضانِكِ
ألهو بِذاكِرتي مِن بعيدٍ
***
وفي أوّلِ الصبحِ
تفضحُنا ابتساماتُنا
ونبقى على موعدٍ بالربيع،
سنسكُن فوضى الحياةِ
التي تَركتنا...
ونلهو بأطرافِها مِن جديد
***
سيحمِلنا الهَمسُ نحوَ الديار
غَدًا في النهار
سنمضي بعيدًا، بغاباتنا
ونركضُ فيها
حُفاةً،
سنترُكُ أوهامنا الماضية
ونبقى عُراةً،
سنغفو، على جذعِ زيتونةٍ
ونبقى هُناكَ
نُعدّ لليلٍ جهورٍ سيأتي علينا
نُعِدّ براءتنا المُفعمة
بليلِ الحياة