"اتحفتنا" أسبوعية الحديث, لصاحبها ابن قرية عسفيا الأستاذ فهيم ابوركن, في عددها 714 الصادر في 13.5.2022, في مقالة مركبة من شقين, تحت العنوان : " لدينا اكثر من أيمن عودة واحد في شعبنا الفلسطيني !", الشق الأول لصاحب الأسبوعية والثاني للدكتور الأردني عصام ابوفخر, فيها تعليق على ما دعا اليه النائب ايمن عودة كل المُجندين العرب في جيش الاحتلال الإسرائيلي, المتطوعين منهم من أهلنا من السنة والمسيحيين, والمفروضة عليهم هذه الخدمة اجباريا من شبابنا العرب الدروز, دعاهم الى رمي السلاح في وجه المحتلين, مما اثار غضب وسخط كافة القوى الصهيونية, اليمينية وما يسمى اليسارية, عليه وعلى خطنا السياسي المُمثل بحزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة ولجنة المبادرة العربية الدرزية والقائمة المشتركة التي يرأسها النائب عودة, الذين ومنذ فرض التجنيد الاجباري على شبابنا العرب الدروز عام 1956 وحتى يومنا هذا نحن الوحيدون الذين ادخلنا رفض التجنيد برنامجنا السياسي, وطالبنا برفع هذا الظلم عن كاهل شبابنا العرب الدروز, بما يتماشى مع مطلب غالبيتنا الساحقة الرافضة لهذا الفرض المرفوض, وكما اعلن حزبنا رفضه المُطلق لظاهرة التطوع لدى باقي أبناء شعبنا, بما فيه ما يسمى الخدمة المدنية, والتي هي الوجه الآخر لهذا التجنيد الطوعي منه والاجباري ايضا .
في المقالة هذه مغالطات وتشويه للحقيقة والحق, وتجني من أصحاب شقي المقالة, على رفاقنا ايمن وأبو إبراهيم توفيق كناعنة, وهما من قياديي ورموز خطنا السياسي, اذ كتب السيد فهيم أبو ركن : " قبل أسبوعين نشرت عتابا لأيمن عودة جاء فيه – " انه كان عليه ان يطلب من جميع الأطراف رمي السلاح والتنازل عنه ولا يخص بالذكر أبناء الطائفة المُوَحِدة الدرزية, لأن ذلك يُفهم كتحريض او كخلق فتنة وتحميل الدروز المسؤولية !, وكان الأجدر به ان يطالب المتطوعين من المسلمين والمسيحيين ألا يتطوعوا بمحض ارادتهم, مع العلم ان عددهم في قوات الأمن في إسرائيل فوق عدد الدروز", نهاية الاقتباس. مغالطة الأستاذ فهيم جلية وشنيعة, اذ انه يقول ان الرفيق ايمن دعا المجندين الدروز فقط, وليس كل المجندين العرب بما يتنافى مع الحقيقة, وربما هذا التغييب للحقيقة والذي فيه ذِكِر نصف الآية, هو ما جاء بالغلط المنسوب للدكتور أبو فخر, لو كتب الأستاذ فهيم الحقيقة لما كانت كل هذه اللّخة, التي في نهاية المطاف تخدم الاحتلال وجيشه, وفي السياق وبالنسبة لعدد المجندين العرب في اذرع الأمن الإسرائيلية, كان واجب الأستاذ فهيم ان يكون دقيق, لما للأمر من أهمية, اذ كان عليه ان يقول ان نسبة العرب الدروز من هؤلاء المجندين العرب في اذرع الامن الإسرائيلية أقل من نسبتهم العامة, بمعنى ان الدروز يشكلون 8,5% من عرب الداخل ونسبتهم من هؤلاء المجندين العرب 8%, رغم انهم مجندون اجباريا, وهنا المكان ان نكثف عتبنا عليه.
اما الدكتور عصام أبو فخر والذي يحاول ان يوهم في تعقيبه انه غيور على شعبنا الفلسطيني وعلى الدروز, نراه يغوص في عملية التغليط هذه بدون وازع من المعرفة او التدقيق, مما يثير شكوك , مع ذلك لنقرأ سويا ما كتب : " لدينا اكثر من ايمن عودة واحد في شعبنا الفلسطيني وكلهم لا يفقهون من العودة الا الاسم, لأن مواقفهم لا تدل على فهم لمعنى العودة إلا الفتنة وتبرير الأخطاء, ومهاجمة غيرهم بطريقة فتنوية بغيضة يجيدونها اجادة احترافية قذرة .. , ولا يجد ايمن عودة ومن هم على شاكلته متخصصون بالفتنة لا يجدونهم يخدمون في جيش ايمن عودة ( الصهيوني) ومن على شاكلته..., واهم من ذلك عندما خرجنا للتظاهر ضد قانون الهوية الجديد ودعوّنا للخروج معنا كل اخوتنا الفلسطينيين, لم يخرج معنا احد منهم, وعلى العكس كان اليسار الإسرائيلي اكثر وطنية وفلسطينية من المجتمع الذي رفض الخروج للتظاهر معنا, فهل هذا هو الانتماء الحقيقي والوطني يا ايمن عودة ويا توفيق كناعنة ؟؟". نهاية الاقتباس. واضح انه لا دكترة في كلام الدكتور, أولا هو يردد غلط الأستاذ فهيم حول الذين دعاهم الرفيق ايمن للانعتاق من الخدمة في جيش الاحتلال, ويعطي نفسه صفة الفلسطيني وهو ليس كذلك, ولم يشرح لنا كيف يكون لايمن جيش صهيوني وهو يدعو كل العرب الفلسطينيين الى ترك صفوف الجيش الصهيوني ؟, ماذا يعني هذا التشويه والخلط, ايعني ان ضخ الشتائم والسباب بإمكانه تغطية الحقيقة ؟. وكيف بإمكان أبو فخر ان يقنعنا انه دقيق ومُلم حين يقول عن قانون القومية العنصري " قانون الهوية الجديد" !!, وين القديم ؟, ولماذا لا يصفه بالعنصري وكما هو. واما عن عدم حضورنا المظاهرة التي دعا لها اليسار واليمين الصهيوني وتحت تمويه قبلت به قيادات درزية متنفذة سببين من الضروري توضيحهم للدكتور وللأستاذ فهيم ولكل الناس , لأن المطالبة بتعديل هذا القانون هو جزء لا يتجزأ من القبول والاعتراف به وهذه جريمة لا تغتفر, والسبب الثاني ان طلبنا كان وما زال بان يكون الشعار في المظاهرة وفي كل نشاط ضده, لانه يلغي وجودنا, هو الغائه وليس تعديله, لو قبلوا لكنا اكثر المشاركين. اما مشاركة من يتغنى بهم الدكتور وما يسميهم " اليسار الصهيوني", يا حسرة المجتمع الإسرائيلي لم يبقى منهم الا شرذمات رخوية, وهم مجندون مع الصهيونية في كل الجرائم والكبائر التي تطال شعوبنا العربية عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة.
غير لائق التلفيق والتشويه وكتابة نصف الحقائق, وفي ظروفنا هذا أمر غير مُجدي, وحبذا لو تفضل الأستاذ فهيم ونشر اخبار لجنة المبادرة اول بأول وكما طالبناه كل الوقت, لكي يطلع عليها جمهور اسبوعيته الواسع, وخاصة في سوريا ولبنان والأردن والمناطق المحتلة, وان لا يكون شريك في التعتيم الإعلامي الذي يطالنا وعلى الأقل ألا يكون وهو وأبو فخر في خندق واحد مع داعمي التجنيد والتطبيع.
( كاتب المقال رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية)