عقد مساء أمس الأحد في جامعة تل أبيب يومٌ دراسيٌّ تاريخيّ حول وضع ومكانة الدّروز في دول الشّرق الأوسط على مدى القرون الماضية وحتّى يومنا هذا.
وجاء هذا اليوم الدراسيّ الأسبقيّ ضمن تعاون أكاديميّ، علميّ وحصريّ بين المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، مركز التّراث الدّرزيّ ومركز أبحاث "ديان" في الجامعة تل أبيب، بحضور واشتراك رجال دين وباحثين كبار ورجالات مجتمع وجمهور أكاديميّ متنوّع.
وكان سماحة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة قد افتتح المؤتمر مع مداخلةٍ شاملةٍ حول أوضاع الطّائفة العامّة، متطرّقًا إلى ضرورة القيام بأبحاث جدّيّة ونوعيّة حرل دور الطّائفة الدّرزيّة وقياداتها في بلاد الشّام خلال القرنين الماضيَين، مؤكّدًا إخفاق الباحثين المستشرقين في إنصاف الطّائفة خلال الكتابات والإصدارات على مرّ التّاريخ.
في هذا السّياق، أكّد سماحته على ضرورة التّعليم العالي لكافّة أبناء الطّائفة، إلى جانب الحفاظ على العادات والتّقاليد الّتي فيها صونٌ للإنسان من ظلمة الجهل والتّقدّم الأعمى.
هذا، وتطرّق سماحته إيضًا إلى النقاش الدّائر خلال هذه الأيّام حول قانون القوميّة، مؤكّدًا ضرورة العمل على تعديل القانون لضمان المساواة والمواطنة الكاملة لمواطني الدّولة، وإقرار مكانة الطّائفة الدّرزيّة في البلاد بشكل دستوريّ واضح.
وتحدّث خلال المؤتمر مدير مركز أبحاث "ديّان" البروفيسور عوزي رابي الّذي اعترف بضرورة المبادرة لكتابة أبحاث جامعيّة أكاديميّة عن الطّائفة الدّرزيّة، تلاه السّيّد نزيه صالح رئيس إدارة مجلس التّراث الدّرزيّ والمحامي محمود شنّان مدير عام المركز، حيث أشادا بدور سماحة الشّيخ والمجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى في إعلاء شأن الطّائفة في كافّة المجالات، والتعاون مع كافّة المؤسّسات الطّائفيّة.
وتخلّلت جلسات المؤتمر محاضراتٍ مختلفةٍ لمجموعةٍ من الباحثين أبناء الطّائفة: السّفير د. رضا منصور، د. يسري خيزران، د. عنان وهبة ود. انشراح رغيّر شنّان.
وكانت المحاضرة المركزيّة في المؤتمر من نصيب البروفيسور أيال زيسر نائب رئيس جامعة تل أبيب وصاحب الاختصاص العالميّ في شؤون الشّرق الأوسط، حيث تحدّث عن القيادات الدّرزيّة على مر التّاريخ متطرّقًا إلى دورها في التأثير على مجريات الأمور حتّى الفترة المعاصرة.
وخلص المؤتمر إلى عدّة نقاط أهمّها الدّور المركزيّ الّذي أدّته القيادات الدّرزيّة في سوريا ولبنان والبلاد منذ بدايات القرن العشرين وحتّى يومنا هذا في الحفاظ على الكيان التوحيديّ الدّرزيّ، مع الحكدطزافاظ على خصوصيّات كلّ بلد وبلد.
وتزامن عقد اليوم الدّراسيّ في ظلّ تزايد الاهتمام الإقليميّ والدّوليّ الملحوظ في وضعيّة ومكانة طائفة الموحّدين الدّروز في كافّة دول الشرق الأوسط.