غصّت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة في كفر قرع مساء الاثنين 23.5.2022 بحضور قُطري لافت من كفر قرع وكافة بلداتنا من المثلث والنقب والجليل، والذي توافد للمشاركة في مهرجان أيار الأدبي الأوّل للبقاء والانتماء، الذي أقرّه وأطلقه الاتّحاد العام للكتاب الفلسطينيين-الكرمل 48 وبالتعاون مع مجلس كفر قرع المحلي. وقد شمل المهرجان كلمات افتتاحيّة وقراءات شعرية وادبية مميزة لكوكبة من الشعراء من أعضاء الاتحاد العام للكتّاب في ذكرى النكبة الفلسطينية.
كانت الانطلاقة الأولى للمهرجان بالوقوف إجلالا ووفاءً لأرواح شهداء الوطن من خلال نشيد موطني، لتعلو الحناجر وتصدح الاصوات بكلمات ابراهيم طوقان. وافتتحت المهرجان السيدة مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية، والتي حيّت بدورها ادارة المجلس والأمانة العامة للاتحاد ولجنة المتابعة والحضور، مُؤكدة في تحيتها الى ضرورة مأسسة ثقافة الكتابة والتوثيق بُغية تعزيز الرواية التاريخية
وكانت الكلمة الاولى في المهرجان، باسم الاتّحاد للدكتور محمود أبو فنّة عضو الاتّحاد ولجنة قطاع وادي عارة للاتّحاد، الذي أكّد في كلمته ضرورة تجذير القراءة كعادة ومنهج حياة.
وقد استهلّ المحامي فراس احمد بدحي، رئيس مجلس محلي كفر قرع، كلمته الترحيبية بالشكر الجزيل للاتّحاد على هذا المهرجان واختيار كفر قرع انطلاقًا له مؤكّدًا على ضرورة تعزيز القدرات والمواهب الشعرية والنثرية والادبية وتعزيز ذاكرتنا الفلسطينية الجمعيّة، وروايتنا التاريخية، كنوع من الرباط المقدس والنضال من اجل البقاء على ارضنا بكرامة.
وكانت التحيّة التالية من السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا والذي اشاد بالدور الذي يقوم به الاتّحاد بمثل هذا الحدث وبشكل عام. مباركاً هذا المهرجان الذي يحمل بشائر الامل، والذي أكّد على أنّ هذا المهرجان ليس من المفهوم ضمنًا بعد نكبة هجّرت غالبية شعبنا، لتنهض البقيّة الباقية في مسيرة الإبداع.
أمّا الكلمة المركزيّة فكانت للاتّحاد والتي ألقاها الأمين العام الأخ سعيد نفّاع، وممّا جاء فيها: "الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين – الكرمل48 وبالتعاون مع المجلس المحلّي كفر قرع، يطلق اليوم المهرجانَ الأوّل للقراءات الأدبيّة، نعم الأوّلُ الذي يحمل عنوانًا وليس مجرّد عنوان "البقاء والانتماء" إذ أنّه مرتبطٌ بأيّار النكبة وتداعياتها على شعبنا وطنيّا وثقافيّا وطنيّا." ومضيفًا: "المهرجانات ليست منصّات يتبارى القارئون على خشباتها بلاغة وحسنَ إلقاء، ولا تُعقد لمجرّد الانعقاد. المهرجانات إن لم تطلق كلُّ قراءة فيها رسالةً تحمل الهمّ الوطنيّ العام فلا كانت المهرجاناتُ ولا كانت القراءة. لم يبقَ في العالم شعبٌ يعاني مثلنا وفي كلّ أماكن تواجدنا، وأدبٌ لا يحمل هذا الهمّ ليس بأدبٍ ولا كان هذا الأدبُ ولا كانت منصّاتُه!"
وأردف:"حقيقة تاريخيّة هي أنّ أدبَنا ما بعد النكبة سرعان ما التقط الانفاسَ وانطلق يعزّز البقاءَ ويجذّر الانتماءَ واللذين كانا مهدّدين ماديّا فعليّا فساهم في تعزّيزهما وتثبّيتهما، وليس صدفةَ وإنّما اقتداء بالسلف الصالح الرعيلِ الأوّلِ من أدبائِنا الوطنيّين؛ شيوعيّين وقوميّين، أن اخترنا لمهرجاننا هذا؛ أوّلًا أن نقيمه وسنويّا في شهر أيّار، وثانيًا أن نجعلَ البقاء والانتماء شعارًا له.
فبقاؤنا وانتماؤنا اللذان عزّزناهما وثبّتناهما جسدًا بعد الـ 48 ما زالا مهدّدين شكلًا، فالتحدّي الأساسُ الماثلُ أمامنا اليومَ هو شكلُ بقائنا، ما بين بقاء وطنيّ تعدّدي أو بقاء طوائفيّ عشائريّ حمائليّ عائليّ، ما بين بقاء تقدّميّ متنوّر أو بقاء تخلّفيّ متحجّر، ما بين بقاء حضاريّ أو بقاء ظلاميّ. وبالمجمل بين بقاءٍ الثقافةُ روحُه أو بقاءٌ المادّة روحه، فما ارتفعت ولا ارتقت روحُ شعبٍ إلّا بثقافته."
وقد قامت ادارة المجلس المحلي وكوكبة من الشخصيات القرعاوية بتكريم الدكتور محمود أبو فنة، بالإضافة الى تكريم السيد محمد بركة والسيد سعيد نفاع، والشعراء أبناء كفر قرع تقديرا على ابداعاتهم وهم السادة: خالد عرباسي وجميل بدوية وزهدي غاوي وعبد القادر عرباسي. وقدّم الاتّحاد ممثّلا بأمينه العام والسكرتير الأخ مصطفى عبد الفتّاح والأخ يوسف بشارة، رئيس لجنة المراقبة والأخ عبد القادر عرباسي، مركّز قطاع وادي عارة دروعًا تكريميّة لرئيس مجلس كفر قرع المحلي ورئيس لجنة المتابعة وغانم مصاروة، مستشار رئيس المجلس على التعاون والمجهود لإخراج المهرجان الى النور بأبهى حلة.
ثمّ انطلقت الجلسة الثانية للمهرجان والذي تولى العرافة فيها عضو أمانة الاتّحاد ومركّز قطاع وادي عارة، الأخ عبد القادر عرباسي والذي قدم الشعراء والشاعرات أعضاء الاتحاد الذين ابدعوا بإلقاء قصائدهم الوطنية المميزة بروح ذكرى النكبة الفلسطينية. ساهم فيها كلّ من: نزيه حسّون، عمر رزوق الشامي، فوز فرنسيس، ياسين بكري، ناظم حسّون، زاهر بولس، مقبولة عبد الحليم، فهيم أبو ركن، عبد الرحيم الشيخ يوسف، أمين زيد الكيلاني، خالد العرباسي، جميل بدويّة وزهدي غاوي.
وقد استمع الجمهور إلى معزوفات قدّمها الفنّان الدكتور محمد صبحي مدلج، والطالب العازف فاروق اسامة يحيى من المدرسة الاعدادية ابن سينا. كما وعُرضت في قاعة المدخل لوحات فنيّة ابداعية من بواكير الطالب محمود حامد، من مدرسة الكيان للاتصال والتواصل والتي لاقت استحسان الجمهور واهتمامه بعمقها وجماليّتها.