حضر صباح اليوم الإثنين، مئاتٌ من شيوخ الطّائفة الدّرزيّة من الكرمل والجليلين والجولان، للمشاركة في الزّيارة السّنويّة لمزار السّتّ شعوانة (ر) بالقرب من عين قنيا الجولانيّة.
مع بداية طقوس الزيارة، هنّأ سماحة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة وفودَ الشّيوخ الحاضرين مؤكّدًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصّفّ بين كافّة شرائح المجتمع وقياداته الرّسميّة والشّعبيّة، وتعزيز لغة الحوار البنّاء الرّاجع إلى مبدأ "حفظ الاخوان". هذا، وتطرّق سماحته أيضًا خلال حديثه إلى القضايا المتداولة خلال الأشهر الأخيرة على طاولة البحث الطّائفيّة، ومنها قضايا التّخطيط والبناء في كافّة القرى ومناطق النّفوذ الدّرزيّة، إضافةً إلى المتناقل حول مسوّدات القوانين المطرحة بشأن الطّائفة الدّرزيّة في الكنيست.
في هذا الشّأن، عبّر سماحته عن تقديره وتثمينه لدور النّخوة التّوحيديّة الّتي شهدها الشّارع المعروفيّ بعد الأحداث الأخيرة، مؤكّدًا أنّها خير دليل على مكانة المقامات الهامّة لدى كافّة أبناء الطّائفة. هذا وكرّر سماحته تأكيده على استمرار المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى في تثبيت وتسجيل كافّة المقدّسات الدّرزيّة ضمن القوانين الرّسميّة، والعمل الحثيث على إنجاز التّخطيطات الهيكيليّة للمقامات والمزارات والخلوات في كافّة القرى، داعيًا لجان الوقف للاستمرار في العمل المشترك المهنيّ في هذا المضمار.
أمّا فيما يخصّ الأمور الطّائفيّة، فقد تحدّث عن أوضاع الطّائفة الدّرزيّة في دول المنطقة، مؤكّدًا على أهميّة ودوام الاتّصالات الّتي تجمع بينه وبين الزّعامات الدّرزيّة هناك وذلك لمطالعة وتتبّع الأوضاع والقيام بما يلزم في حال اقتضى الأمر.
هذا وتمّ خلال الزّيارة تعديد مناقب السّتّ شعوانة (ر) ابنة السّيّد الحزّوري (ر)، والحديث حول مكانتها الدّينيّة الهامّة لدى أبناء الطّائفة الدّرزيّة، في حين تمّ انتهاج الزّيارة لمقامها منذ عشرات السّنين، بناءً على قرار سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة سيّدنا المرحوم الشّيخ أبي أمين طريف (ر)، لتأتي هذه الزّيارة تكريمًا لسيرة هذه العابدة الصّابرة، وتأكيدًا على المساواة إزاء مكانة المرأة الموحّدة في المذهب الدّرزيّ.