لا تفتأ الفنانة هيفاء وهبي تدهشنا مع كل عمل مصور جديد، فطموحها لا يعرف له حدوداً، وجرأتها أخذت منحى آخر مختلفاً عن البدايات، صارت جرأة في الإبداع والإبهار وتقديم كل ما هو مميز، ومختلف، وجديد يخدم صورتها، ويضع حجراً آخر في بناء جماهيريتها المتين، ويضع ما تقدمه من فن في إطاره الصحيح.
"إنت تاني" عمل مصور مبهر تطل فيه بزي محاربة رومانية فاتنة، تصرع الرجال لا بفتنها وحسب، وإنما بسيفها الماضي، وبراعتها في القتال التي علمها إياها أميرها الشجاع...
إمرأة بمواصفات لا توجد الإ في الأحلام، أحلام الممثل تامر هجرس الذي غفا وهو يشاهد فيلماً عالمياً، فحلم بحبيبته محاربة، وكان هو أميرها الشجاع الذي سرق قلبها، وعلمها فن الحرب والقتال.
تم التصوير في منطقة مدرج بصرى جنوب دمشق، وتدور أحداثه في العصر الروماني بمشاركة 700 موديل بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات المفترسة ما بين النمور والأسود والنسور والثعابين.
وقد تدربت هيفاء وهبي على بعض الحركات الصعبة على يد مدرب المعارك الشهير اندرو الذي شارك في فيلمي تروي وإبراهيم الأبيض مؤخراً. وكلف العمل أكثر من مليون ونصف المليون جنيه تقريباً، وهي أعلى تكلفة لأغنية أنتجت في العام 2009.
"انت تاني" من كلمات أمير طعيمة، و لحن رامي جمال، و توزيع وسام عبد المنعم، بدأ عرضها بالتزامن مع عيد الحب على جميع الشاشات، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات: لماذا لم تنفرد به شركة روتانا؟ وهل يعني هذا أن هيفاء تركت روتانا؟ أو أن خلافاً نشب بينها وبين الشركة؟ أم هو تحدٍ جديد للحصرية؟
وكان الجواب من هيفاء مباشرة التي وضحت أن العمل من إنتاج محسن جابر وممول آخر وهو شركة صينية، لذلك وبناءً على رغبة الطرفين تم عرضه على جميع الشاشات دون إستثناء.
وأكدت هيفاء أنه لا توجد خلافات مع الشركة لأنها إتفقت على هذا العمل ووقعت الإتفاقية الخاصة به قبل إنضمامها الى شركة روتانا.
وبالعودة الى العمل المصور برع المخرج محمد سامي في تقديم نفسه الى الساحة بعمل يلفت الأنظار، ونجحت هيفاء في تقديم نفسها بمواصفات ممثلة سينمائية عالمية ذكرتنا بفاتنات هوليوود اللاتي قدمن شخصيات جمعت بين الجمال والقوة والحركة. عمل على مكياج هيفاء خبير التجميل بسام فتوح، أما الشعر فكان بأنامل ستيف وخالد من باتشي ولوتشي. "إنت تاني" عمل مصور جميل لأغنية طغت عليها الصورة فكانت أقوى من اللحن والكلمة.
والجدير بالذكر أن هيفاء في الواقع تشبه كثيراً هذه المحاربة الشجاعة التي تذكرنا قيودها الحديدية في العمل بالقيود التي توضع عليها من بعض الأقلام الرجعية، فهي تحارب على جميع الأصعدة لتكسرها، ولتخرج منتصرة كل مرة، وآخر معاركها بدأت منذ أن أعلنت بعض الصحف أنها تستعد لإحياء مشروع الفوازير الذي تم تأجيله العام الماضي لتقدمه في رمضان هذا العام، وخرجت بعض الأقلام كعادتها لتندد وتستنكر أن تغزو هيفاء الشاشات في رمضان، ولا نعلم بماذا تختلف هيفاء عن شيريهان أو نيللي إذا أرادت تقديم الفوازير في رمضان؟ فهي بالتأكيد ستأخذ في الإعتبار حرمة الشهر الفضيل، وستعمل على استعراض فني راق يليق بالمناسبة التي يعرض خلالها.
هل كان فن شيريهان مختلفاً عندما قدمت شخصيتها في فيلم "كريستال" عن هيفاء مثلاً في جرأتها في فنها اليوم، وهل كانت شريهان كفنانة إستعراضية تفتقر للجمال والجاذبية والفتنة التي تميز هيفاء اليوم؟ هل خلت أفلام شيريهان من الإغراء والمشاهد الساخنة لنبرر كل هذا الهجوم على هيفاء؟
نعتقد أن النقد الحقيقي يبنى على ما نراه وليس على ما نتوقعه. والنقد المسبق مرفوض لأنه لا يقوم على أي أسس منطقية، ربما كان من الأفضل هذه الأقلام أن توفر حبرها وتتريث لترى العمل قبل أن تشرع في ذبحه حتى لا يبصر النور، فهيفاء نفسها لا تعلم بعد إذا كانت ستقدم على هذه الخطوة أم لا، لأنها لا تزال تشعر بالتردد ولم تحسم أمرها بعد.