حضر مساء أمس الجمعة إلى مقام سيّدنا النّبيّ "يهوذا" عليه السّلام في هضبة الجولان، مئاتٌ من شيوخ الطّائفة الدّرزيّة من مختلف القرى المعروفيّة، وذلك من أجل إحياء الزّيارة الدّينيّة التّقليديّة المتوارثة منذ عشرات السّنين.
في كلمة مباركته، تطرّق سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة إلى أهميّة الزّيارات الدّينيّة، مشيرًا إلى كونها فرصةً دينيّةً واجتماعيّة للقاء أبناء الطّائفة الموحّدين، ومؤكّدًا دورها في الحفاظ على وحدة الصّفّ والكلمة بين أبناء المجتمع الدّينيّ في كلّ مكان، وترسيخها لقيم الإيمان والمحبّة وحفظ الإخوان.
في مجمل الحديث، تحدّث سماحته عن الأوضاع المؤسفة الأخيرة الّتي واجهتها السّويداء والجبل، مناشدًا كافّة أبناء المجتمع الموحّد في سوريّا على كلّ فئاته وفصائله، لتوحيد الصّفوف والأيدي، والعمل المشترك من أجل الحفاظ على كيانهم هناك، إذ كان القاسم التّوحيديّ المشترك الّذي سطّره أبناء الطّائفة المعروفيّة في تاريخ سوريا، كان وسيبقى أكبر وأجلّ من أيّ تفرّق وخلاف وانقسام.
أمّا بالنّسبة لأوضاع الطّائفة في لبنان، فقد حذّر سماحته من المرحلة الحسّاسّة الّتي يمرّ بها أبناء الطّائفة هناك فيما يتعلّق بالمحاولات لشقّ صفوفهم، وهو ما وصفه سماحته بالصّعب المستحيل مشيدًا بدور شيوخ لبنان وحكمتهم، وبقيادة الزّعماء الدّروز هناك، مؤكّدًا أنّ مهد البيّاضة الشّريفة سيبقى بعون الله مُصانًا محميًّا محفوظًا.
يُذكر أنّ الزّيارة اتّسمت بأجواء روحانيّة توحيديّة خاصّة، وحظيت بمشاركة واسعة شملت حضور الشّيخ أبي أحمد طاهر أبو صالح، الشّيخ أبي سليمان فارس شمس والشّيخ أبي حسين هايل حلبي وسيّاس الخلوات والأئمّة.