" من منا لم يتمسك بالأمل ، من منا يَعِيشُ اساسا بدون أمل ؟؟
لولا الأمل لبطل العمل ، وحل التشاؤم ، ومن ثم اليأس في النفوس ،،
وشاعرنا كمال ابراهيم ، حمل على صدره نفحة الأمل ، وغزا بها الظلام والليل ، ليجد نفسه يحلم ،
فتبعثرت أفكاره من شدة ما يقاسيه حقيقة في الحياة ، فأخذ يسأل ، متى ينتهي هذا الليل ، ويصحو من النوم ،
فنادى أرجوحة القمر ، وكأنه يسأل القمر بتغيراتِهِ العديدة من الهلال إلى أن يصبحَ بدرًا ، بعد ان سكر الليل واستمر وبقي في ظلامِهِ ، وكأن هناكَ يأس من بزوغ الفجر ،، لذلك طلبَ من وجوهِ القمر الذي عبر عنها بالأرجوحة ، ان يبادله الشوق ، الشوق إلى الاستقرار وربما السلام ،
فكم كتب الشاعر كمال أشعارا ، في دفاتر ألحانِهِ ، راقص بهذه الألحان البدر بكل ايمان ، متمسكا بالأمل الذي استقر في اعماقه ، بعد ان ذاق العذاب في كل معابر الوطن ، وأظنه هنا يقصد بالمعابر حدود الدول العربية والتي لا يستطيع شاعرنا العربي كمال ابراهيم دخولها ، لوجوده في منطقة مُحتلِّه يسيطر عليها الصَّهاينِة ، لذلك هو ما انفك يناضل منذ ولادته وحتى الموت ، من اجل ان تتغير هذه الظروف ، التي يعيشها وكأنه في سجن كبير ،،. فهو لذلك يلجأ الى الريح يناشدها ، ويناشد معها الأوطان لتنهض وتغير هذه الحالة ، التي يعمها الحرمان والظلم ،ولتتكلل بالمحبة والسلام ، ، ليصبح السلام شعارا وتاجًا في جميع الاوطان والمعابر ،
ويستمر شاعرنا كمال ابراهيم ، ساهرا في ليله الى ان يقترب الفجر ، ويسمع الأذان هذا الاذان الذي من المفروض أن يوحِّد الاوطان التي يُعتبر لها وازعا روحانيا بدعوته للصلاة ، حيَّ على الصلاة !!!
ومع ذلك لم يطمئن الشاعر لأن تلبي الاوطان هذا النداء ، فهو يلوم الزمان فيقول ، ويح هذا الزمان !!! الذي عمَّ فيه البؤس والكره والحقد ، وأصبح مهيمن على هذا الوطن الذي له دلالات عديدة ، ! وفي النهاية يطلب الشاعر ان ينجلي الظلم والقهر ،. عن الشعوب ، ولا يتم هذا الا بتغير السلطان ، لان الشعوب حتما تريد ان تعيش بسلام واطمئنان وأمن ،،! لأن السلاطين والحكام ، لهم سياساتهم ولهم اطماعهم وانتماءاتهم والتي تحول بينهم وبين ارادة الشعوب الذين يطمحون الى السلام ..
وهكذا يكون شاعرنا أنهى هذه القصيدة والتي كتبها في ٢٠١٦ ، يبوح عما في صدره والذي حمَّله نفحة امل بان تتغير الأحوال والظروف ، ويعم السلام كل الاوطان ...!
توفيق نجم ..."
واليكم نص القصيدة :
" أسافِرُ في غياهِبِ الظلامْ
أبْحِرُ وَعَلى صَدْرِيَ نفحَةُ أمَلْ
أسْألُ الدُّجى كمْ مِنَ الليْلِ تَبَقَّى!
كَيْ أفيقَ بَعْدَ أنْ يَجْلو المَنامْ.
يا سَكْرَةَ الليْلِ
يا أرْجوحَةَ القمَرْ
بادِلينِي الشَّوْقَ
واعْزِفِي لَحنًا يداعِبُ الوَتَرْ،
كَمْ مِنْ نشيدٍ كَتبْتُهُ في دَفاتِرِ ألحانِي
راقصَ البَدْرَ وَغنَّى مِنْ وَحيِ إيمانِي.
أنا المُعَذّبُ في مَعابِرِ الوَطَنْ
أناضِلُ مُذ وُلِدْتُ حتى الكَفَنْ.
ناشدْتُكِ أيتها الرِّيحُ
يا نَهْضَةَ الأوْطانْ
تكلَّلِي بالحُبِّ
وَكونِي للسِّلْمِ تاجًا وَعُنْوانْ،
سَهِرْتُ حتى الفَجْرِ
أسْمَعُ صَوْتَ المُؤذِّنِ في رَمَضانْ
يقولُ : " حيَّ على الصَّلاةِ"
وأنا أقولُ : " وَيْحَ هذا الزَّمانْ"،
البيْتُ غارِقٌ في البُؤسِ
والحقدُ مهيمِنٌ غضْبانْ
لا بُدَّ للقَهْرِ أنْ يَنجَلِي
لا بُدَّ أنْ يَتَبَدَّلَ السَّلطانْ " .