عُقدت صباح السّبت في مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام، الجلسة الثّالثة للكونغرس الشّبابيّ الدّرزيّ بحضور ومشاركة الأعضاء من مختلف القرى الدّرزيّة، في حين تمحورت هذه الجلسة حول موضوع الهويّة التّوحيديّة في ظلّ التّنمية الذّاتيّة المربوطة بالتّوحيد.
في مستهلّ اللّقاء، استقبل أعضاء الكونغرس مدرّب التّنمية البشريّة العالميّ جبر حبيش، الّذي قام بإلقاء محاضرةٍ شائقة رائعة تحدّث فيها عن قصّة نجاحه الّتي خرجت من يركا إلى العالميّة، مشيرًا عبر محطّاتها إلى أهميّة ما يربط المؤمن الدّرزيّ من إيمان يساعده في عبور صعوبات الحياة.
بعد المحاضرة الإيمانيّة التّحفيزيّة، استمع المشاركون إلى ثلاث مداخلات حول الهويّة التّوحيديّة، ألقاها محاضرو قسم التّوعية التّوحيديّة في المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى الشّيخ أبو سليمان نور الدّين شمس والشّيخ أبو بيان إسماعيل فرحات، والدّكتور عنان وهبة المحاضر في جامعة حيفا والباحث في العلوم السّياسيّة وتاريخ الشّرق الأوسط.
في تمام المداخلات، قام أعضاء الكونغرس بطرح أسئلة على المحاضرين المشاركين من خلال جلسة حواريّة راقية نوقشت فيها قضايا دينيّة واجتماعيّة هامّة.
أمّا الفقرة الاختتاميّة الّتي أغلقت الجلسة المنعقدة لمدّة أربع ساعات متتالية، فقد كانت من حُصّة عضوَيْ الكونغرس باسل ذوقان عطالله ورشا كنعان، حيث قاما بتقديم مداخلات قصيرة حول سيرتهما الذّاتيّة وتجربتهما مع النّجاح، متطرّقين إلى إيجابيّة دور الكونغرس في طريقهما نحو اكتشاف الهويّة وتحديد ملامح المستقبل.
وكانت فعّاليّات الكونغرس قد انطلقت قبل عدّة أشهر تحت شعار "التّوحيد بوحّدنا" بتوجيهٍ ورعايةٍ من سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة، في حين أُسّست لإشراك الشّباب الموحّد الصّاعد في مختلف المجالات الحياتيّة الّتي تهمّ أبناء الطّائفة ومستقبله، بناءً على توجيهات ومتابعة سماحته الّذي يولي المشروع أهميّةً وقيمةً كبيرة ويرى فيه نواةً لمستقبل الشّباب الدّرزيّ.
يُذكر أنّ جلسات الكونغرس هي ثمرة عمل مشترك ومثمر بين إدارة المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى مع مجموعة شبابيّة واعدة ضمّت الشّيخ د. موران أمير صالح من دالية الكرمل، صابرين فضل عرايدة-خليل من المغار، هشام حسين سعد من يانوح، ملاك مهنّا خيزران من يركا ولورينا عماد خطيب من كفر سميع والّتي تولّت عرافة الجلسة الثّالثة بإبداعٍ وتميّز.
هذا، وقام المدير العامّ للمجلس الدّينيّ الأعلى المحامي رائد شنّان بتلخيص هذه الجلسة النّاجحة حضورًا ومضمونًا، مُثنيًا على حُسن الإقبال الّذي جاء بعد جهودٍ تحضيريّة متتابعة، عارضًا أمام المشاركين خطّة العمل المستقبليّ للكونغرس.
أمّا الأعضاء فقد أعربوا عن شعورهم الإيجابيّ الملموس من مضامين الجلسة والرّؤيا الواضحة والثابته للكونغرس، الأمر الّذي لا بدّ سيسهم في كافّة مناحي الحياة ويشكّل قفزة نوعيّة طائفيّة في مجالات عديدة.
