موقع سبيل
كلما إقترب العد التنازلي للعرض الإفتتاحي لمسرحية "إعترافات عاهر سياسي" باللغة العبرية للكاتب عفيف شليوط ، والتي ستعرض إبتداء من مطلع الشهر القادم في إطار مهرجان تياترنتو في تل أبيب ، يصعّد الكاتب والممثل عفيف شليوط من حدة مسرحيته ، ويدخل المواضيع المثيرة للجدل ، محاولاً أن يستخدم هذه المنصة خير إستخدام ، فيطرح شليوط في المسرحية قضية أحداث أكتوبر وقرارات لجنة أور وقضية إقرث وبرعم ، موضحاً أن الحكومات المتعاقبة لإسرائيل لم تحاول ولم تجتهد في إستيعاب العرب ولم تحترم رموزه ، كما أنها وعدت ولم تف بوعودها مثل قضية إقرث وبرعم ، حيث وعدت السكان بإعادتهم الى بيوتهم بعد أسبوعين ، مر أكثر من ستين عاماً والوعد بقي وعداً ، فيقول عفيف ساخراً للجمهور اليهودي :"لأن كلمتكم كلمة".
ويضيف المسرحي عفيف شليوط أنه سعيد أيضاً لأنه من خلال الموضوع الذي تطرحه المسرحية ، سيتمكن من إطلاع الجمهور اليهودي على حقيقة الديمقراطية الإسرائيلية من خلال قيام عفيف العربي في المسرحية بالإعلان عن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة في اسرائيل . وهذه فرصة للحديث مع الجمهور الإسرائيلي بصراحة عما يشعر به المواطن العربي الفلسطيني في داخل اسرائيل ، التخبطات ، الصراعات ، الآلام والأحلام. ويعتبر شليوط هذه الخطوة هامة له شخصياً ككاتب وكممثل ، حيث ترجمت المسرحية الى اللغة العبرية وسيتم عرضها في الوسط العبري ، وفي إطار مهرجان مسرحي هام يستقطب سنوياً خيرة المسرحيين الإسرائيليين . كما اعتبر هذه الخطوة هامة نظراً لكونها قفزة نوعية لمسرح مؤسسة الأفق ، وفتح باب لمجال جديد لهذا المسرح ، الذي بدأ يضع خطواته على المسرح العبري ، بعد أن رسخ أقدامه جيّداً في المسرح العربي في البلاد .
من الجدير بالذكر أن المسرحية لا تزال تعرض باللغة العربية بعد أن فازت بجائزة مهرجان مسرحيد الكبرى في عكا لعام 2002 . المسرحية تطرح معاناة المواطن العربي الفلسطيني في داخل اسرائيل ، إزدواجية مواقف قادته وتأرجحهم بين إنتمائهم للشعب الفلسطيني وجنسيتهم الإسرائيلية . وتطرح المسرحية بجرأة لم يسبق لها مثيل في المسرح الفلسطيني في الداخل تساؤلات حول تخبط العربي في فلسطين ال 48 ، مواقفه وتصرفاته في ظل الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة .
كما تطرح المسرحية إشكالية علاقة المواطن العربي مع السلطة الإسرائيلية ، فمن جهة لا تفرض عليه الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي ، وفي الوقت ذاته تعاقبه لأنه لا يخدم في الجيش ، وبناء عليه تحرمه من حقوقه والمساواة ، وتعاقبه على قرار لم يتخذه ، إنما فرضته عليه .تطرح المسرحية تساؤلات بجرأة وبعمق ، بعيداً عن الشعارات ، وبإسلوب كوميدي ساخر ، في محاولة لإثارة نقاش فكري حر ، وفتح باب الحوار والنقد الذاتي ، في سبيل وضع حد للمزايدات والمهاترات التي يطرحها بعض قادتنا بهدف تحقيق مكاسب ذاتية آنية .