استقبل بعد ظهر يوم أمس الأربعاء سماحة الشّيخ موفّق طريف الرّئيس الرّوحيّ لطائفة الموحّدين الدّروز وزيرَ العلاقات الخارجيّة في حكومة موسكو "سيرجي تشيرومين" وسفير روسيا الاتّحاديّة في إسرائيل "أناتولي فيكتوروف" والوفدَ المرافق القادم من العاصمة الرّوسيّة.
وتمّ خلال اللّقاء التّداول في أمور إقليميّة عدّة والعلاقات ما بين طائفة الموحّدين في المنطقة والدّولة الرّوسيّة.
وبعد اللّقاء، عُقد مؤتمر نوعيّ في مقام سيّدنا النّبيّ الخضر عليه السّلام في كفر ياسيف، بمشاركة رؤساء وممثّلين من كافّة الأديان والطّوائف بحضور نوعيّ مميّز من كافّة مناطق البلاد، وبمشاركة وفد دينيّ رفيع من العاصمة الرّوسيّة.
وقد عُقد المؤتمر بالتّعاون بين المجلس الدّيني الدّرزيّ الأعلى والكنيسة الأرثوذكسيّة وحكومة موسكو وافتتحه سماحة الشّيخ موفّق طريف، متطرّقًا إلى العلاقات الثّنائيّة مع روسيا الاتّحاديّة ودورها في القرنين الماضيين في إحياء الثّقافة والعلم في البلاد، ومركزيّة كفر ياسيف وكونها رمزًا للتّعايش والرّيادة.
وتحدّث السّفير الرّوسيّ الّذي جدّد موقف روسيا الدّاعم لمكانة وكيان طائفة الموحّدين في كافّة دول الهلال الخصيب مشيدًا بدور وعمل سماحة الشّيخ موفّق طريف إقليميًّا وعالميًّا.
الوزير الرّوسيّ تحدّث عن دور موسكو في المنطقة وأهمّيّة إحقاق الأمن والسّلام لكافّة دول وشعوب المنطقة، وتطرّق إلى الفسيفساء المجتمعيّ في البلاد وعبّر عن سروره لاستضافة الطّائفة الدّرزيّة وكفر ياسيف لقاءً شاملًا وجامعًا.
راعي الكنسية الأرثوذكسيّة قدس الأب عطالله مخولي أدار المؤتمر وتحدّث عن وحدة الطّوائف والأديان في كفر ياسيف والجليل، ذاكرًا دور روسيا في إنعاش الحركة الثّقافيّة والعلميّة في البلاد والّتي شملت كافّة أبناء المجتمع خلال القرن الماضي، ولا زالت حتّى اليوم.
وشمل المؤتمر في القسم الأوّل كلمات لرئيس مجلس كفر ياسيف المحامي شادي شويري، قدس الأب د. فوزي خوري، إمام كفر ياسيف ومسجد النّصر الشّيخ بلال عبد القادر، الوكيل البطريركيّ لمطرانيّة الرّوم الأرثوذكس في عكّا قدس الأرشمندريت فيلوثيوس، أمير الطّائفة الأحمديّة في البلاد محمّد شريف. وضمّ الوفد الرّوسيّ المشارك في المؤتمر، نخبة من رجالات الدّين: ممثّل الهيئات اليهوديّة في العاصمة الرّوسيّة، ممثّل الهيئات الإسلاميّة العليا وإمام موسكو، ممثّل الكنيسة الرّوسيّة وتمّ الحوار والتّحدّث حولَ التّعايش في مدينة موسكو الّتي يسكنها نحو مائتيّ قوميّة وديانة. كما وتحدّث مدير البيت الرّوسيّ في تلّ أبيب.
أمّا القسم الثّاني من المؤتمر فشمل مداخلات علميّة وتربويّة في ما يتعلّق بالتّعايش المشترك ودور التّعليم في بناء المجتمع. عرضها كلّ من الدّكتورة راوية بربارة مفتّشة اللّغة العربيّة في البلاد، المربّية سهيلة خطيب مديرة مدرسة البيادر سابقًا، الدّكتورة سوسن أبو ركن حديد المحاضرة في قسم التّدريس في جامعة حيفا، المربّية نغم فرح مديرة مدرسة المطران في كفر ياسيف والأرشمندريت إميل شوفاني.
ولخّص المؤتمر الدّكتور أمين صفيّة القنصل الرّوسيّ الفخريّ العامّ، مثمّنًا دور الطّائفة الدّرزيّة وسماحة الشّيخ موفّق طريف برعاية فعاليّات المؤتمر واستضافته في مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام، معربًا عن أمله أن يكون فاتحة للقاءات سنويّة.