صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل تقوم بتزويد أوكرانيا بالمساعدات الإنسانية فقط، لا العسكرية ويرجع ذلك إلى الاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا فيما يتعلق بسوريا. وقال نتنياهو، ردا على سؤال حول احتمالات توسيع المساعدة الإسرائيلية إلى كييف: "يجب أن أقول بصراحة تامة أننا نواجه وضعا صعبا في إسرائيل، الطيارون الإسرائيليون والطيارون الروس يحلقون على مسافة قريبة من بعضهم البعض في سماء سوريا".
ووفقا له، قررت إسرائيل قبل سنوات قليلة مقاومة محاولات إيران لـ "فتح جبهة ثالثة" ضدها من سوريا، ولهذا الغرض يشارك سلاح الجو الإسرائيلي.وقال: "بالإضافة إلى ما كان لديهم في لبنان وغزة، أرادوا [إيران] فتح جبهة ثالثة بجماعات مسلحة شيعية يتراوح عددها من 80 ألفا إلى 100 ألف شخص تحت قيادة جنرالات إيرانيين على حدودنا مع سوريا، ولمنع ذلك استخدمنا القوة الجوية ومئات الطلعات التي حالت دون ذلك".
وعلى حد قوله، كان على الجيش الإسرائيلي عند تنفيذ هذه العمليات أن يأخذ في الاعتبار الوجود الروسي في سوريا، وقال: "للقيام بذلك، عقدنا اتفاقا مع الحكومة الروسية والقوات الجوية الروسية والجيش الروسي في سوريا، بأننا لن نسقط طائرات بعضنا البعض"، وأضاف نتنياهو: "أعتقد أنه لا توجد دولة أوروبية لديها مثل هذا الوضع عندما يتعلق الأمر بمن يدعمون أوكرانيا".
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي: "لدينا مثل هذه المشكلة، وأنا أتحدث عنها علانية هنا". واختتم حديثه قائلا: "بعبارة أخرى، لدينا اعتبارات أخرى أكثر تعقيدا، لكن ضمن هذه الحدود وفي إطار هذه الاعتبارات نحاول تقديم المساعدة الإنسانية والدفاعية لأوكرانيا، ومن الواضح أن هذا يحدث الآن".
وأضاف نتنياهو أن المتخصصين الإسرائيليين سيساعدون أوكرانيا على نشر نظام تحذير عالي التقنية من الضربات الجوية، باستخدام تجربة إسرائيل الغنية.
وقال: "نحن لا نقدم لأوكرانيا المساعدة الإنسانية فحسب، بل نقدم أيضا المساعدة في مجال الدفاع المدني، في إنشاء أنظمة الإنذار المبكر. لقد قامت إسرائيل بتطورات متقدمة في هذا المجال، فهي تسمح على سبيل المثال، بتجنب اختباء الدولة بأكملها أو مناطق بأكملها في الملاجئ".
كما أوضح رئيس الوزراء، "تسمح الأنظمة الإسرائيلية بالتنبؤ بدقة باتجاه الهجوم وإبلاغ المواطنين به مسبقا.. وقد نجح هذا النظام في إسرائيل، محذرا، على وجه الخصوص، سكان الجزء الجنوبي من البلد من احتمال وقوع قصف من قطاع غزة".
وأضاف: "يتلقى الناس رسالة حيث يمكن للصواريخ أن تسقط، حتى تتمكن من تجنب الكثير من الضرر. يمكن تلقي هذه الرسالة مباشرة عبر الهاتف، وأحيانا في مناطق فردية، قد تكون مدينة أو منطقة منفصلة من المدينة، لذلك لن يكون من الضروري شل حركة البلاد كلها".
وبحسب نتنياهو، تستمر الاتصالات بين الخبراء الإسرائيليين والأوكرانيين بشأن هذه المسألة.
وفي وقت سابق، لجأت أوكرانيا مرارا وتكرارا إلى إسرائيل لطلب تزويدها بالسلاح، لكن الجانب الإسرائيلي رفض باستمرار جميع الطلبات، وأكدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تشكلت نهاية عام 2022، مسارها لدعم كييف من خلال تقديم المساعدات الإنسانية.
وفي فبراير، زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، العاصمة الأوكرانية كييف، ليصبح أول مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يزور أوكرانيا منذ اندلاع الأعمال العسكرية في البلد.
وخلال لقاءاته مع نظيره الأوكراني دميتري كوليبا والرئيس فلاديمير زيلينسكي، شدد على أن إسرائيل ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية، ولم يكن هناك حديث عن الإمدادات العسكرية.