وكانت المراسم الدّينيّة الّتي انطلقت خلال ساعات الظّهيرة من نهار 24.4 وحتّى فجر اليوم 25.4 وسط أجواء روحانيّة مميّزة، قد افتتحها سماحة الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة الشّيخ موفق طريف، متطرّقًا خلال كلمته إلى رسالة وتعاليم سيّدنا شعيب (ع)، حاثًّا جميع الحضور على الاقتداء بما خلّفه لنا من إرثٍ إنسانيّ وتوحيديّ عظيم بعيدًا عن الحضارة المزيّفة الّتي تهدّد خاصيّة الطّائفة وتاريخها.
هذا وتوجّه سماحته بالسّلام الرّوحيّ إلى عموم المشايخ والأهل في سوريا ولبنان والأردن ودول المهجر، راجيًا لهم ببركة صاحب المقام زوال الهموم وانفراج الأحوال واستتباب الأمن والأمان، مبتهلًا لحلول السّلام المنشود المفقود وسط مشاركة الموحّدين من كلّ مكان في مراسم هذه الزّيارة الشّريفة.
خلال كلمته، تطرّق سماحته أيضًا إلى التّوسيعات والتّطوير الحديث الّذي يشهده المقام في حطّين، مؤكّدًا على رؤياه بجعل المقام مرجعًا لجميع الموحّدين من كلّ قطرٍ ومكان، وذلك نظرًا لأهميّة صاحبه (ع) في الموروث والتّأريخ التّوحيديّ، ومركزيّة زيارته الّتي تُعتبر الزّيارة الأهمّ للموحّدين الدّروز في العالم.
ويعود تاريخ هذه الزّيارة إلى 139 عامًا وتحديدًا إلى العام 1884، حيث عُقدت للمرّة الأولى فور الانتهاء من ترميمات وتوسيعات قادها الرّئيس الرّوحيّ آنذاك الشّيخ المرحوم مهنّا طريف، وسط مشاركة كبيرة لوفودٍ من شيوخ الطّائفة الّتي قدمت من الدّول المحيطة ومن البلاد.
أمّا الزّائرون الّذين قُدّرَ عددهم بنحو 15 ألف مشارك، فقد عبّروا عن مدى فرحتهم بملاقاة الأحبّة والإخوان من كافّة البلدات المعروفيّة، معبّرين عن تقديرهم لما شهدوه من كرم وضّيافة أهالي يركا شيوخًا وشبابًا لكافة الزوار.