د. فؤاد عبد الهادي مدير الطوارئ في المركز الطبي تسافون:" استنشاق الغاز المتكرر يعرقل من انتاج النخاع الشوكي ويسبب أضرار للمخ ولجهاز الاعصاب وللأهل دور مهم في توعية الأبناء"
من منا لم يصادف في الأشهر الأخيرة هذه الاوعية الصغيرة الملقاة بالعشرات على هوامش الطرقات هنا وهناك ولم يسأل نفسه عن ماهيتها واستعمالاتها ولماذا يتم إلقاؤها على هوامش الطريق؟! هذه العبوات المشبوهة التي عند رؤيتها للوهلة الأولى تثير العديد من التساؤلات والشكوك في نفوس الجميع. لكن قصة هذه الاوعية تتراوح ما بين المذاق والطعم الحلو والممتع وبين حالة مرضية جسيمة من الممكن ان تصيب الانسان بأضرار صحية لم يمكن إصلاحها. انها اوعية غاز كريما الخفق الذي تستعمل في صنع الكريما، والتي أصبحت منتشرة في أوساط كبيرة من صناع الحلوى ومن الشبان والشابات التي أصبحوا يستعملوها لأسباب أخرى عديدة.
وتحدث د. فؤاد عبد الهادي مدير غرفة الطوارئ في المركز الطبي تسافون:" يدور الحديث عن غاز معروف لدينا منذ سنوات وهو ذات الغاز الذي يستعمل في مكيفات الهواء ونفس الغاز الذي يستعمله أطباء الاسنان اثناء العلاج والمعروف بـ"غاز الضحك" وفي الماضي استعمله الأطباء للتخدير في غرف العمليات وغرف الولادة أيضا".
وأضاف د. عبد الهادي:" في السنوات الأخيرة أصبح هذا الغاز يستعمل أيضا من قبل أصحاب الكونديتوريا في عملية تحضير الكريما للحلويات وبالتالي أدى الى انتشاره بصورة واسعة بين أفراد المجتمع. مع انتشاره الواسع بين الناس وسهولة اشترائه، وتحديدا منذ العام 2010، أصبح هذا الغاز في متناول يد الشبان تحديدا الذين استعملوه أيضا كوسيلة للعب واللهو او للتفريغ، حيث يقومون باستنشاق هذا الغاز، الذي يؤدي الى فقدان الشعور والاسترخاء ويؤدي الى موجة من الضحك خارجه عن السيطرة، التي من خلالها يصلون الى النشوة المطلوبة".
وعن تركيبة هذا الغاز والعوارض التي قد يتسبب بها جراء استنشاقه المتكرر قال د. عبد الهادي:" الغاز يحتوي على مزيج من الاكسجين واكسيد النيتروجين اذ انه يستعمل للأطفال عند تقديم العلاج لهم بحيث يفقدهم الشعور بالألم خلال العلاج. استعماله من قبل الأطباء يتم وفق معايير معينة وبكمية محدودة، لكن استعماله المتكرر من قبل الشبان وبكميات غير مراقبة يسبب الإدمان ويسبب مشاكل جسيمة في الجهاز العصبي ويؤثر على المناعة ويعرقل من انتاج النخاع الشوكي وأضرار للمخ التي ممكن ان تتمثل بفقدان الوعي وهذا امر بالغ الأهمية التي من الممكن الانسان ان يصاب من خلال فقدان الوعي بإصابات جسيمة أيضا.
وعن قانونية بيع هذا الغاز في المحلات التجارية والاكشاك قال د. عبد الهادي مشيرا الى انه وبما ان هذا الغاز غير معرّف على انه من المواد السامة او المخدرات فان بيعه لا يعتبر مخالفة قانونية. من هنا نرى ان العديد من طلاب الثانويات والشباب يستطيعون شراء هذه العبوات بمبالغ زهيدة تصل الى ما يقارب 40 شيكل من أي محل تجاري، لكن هنا يأتي دور الاهل في مراقبة الأولاد والتحدث معهم حول هذا الموضوع وتعريفهم على المخاطر الكامنة في استخدام واستنشاق هذا الغاز.
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت بيان لها حذرت فيه من مخاطر هذا الغاز حيث تم تسجيل عدة إصابات في الأسابيع الأخيرة بعضها كانت إصابات خطيرة لشابتين جراء استنشاقهما هذا الغاز. ووفقا لبيان وزارة الصحة فان الحديث يدور عن إصابات تميزت بأضرار جسيمة للجهاز العصبي حيث ما زالت الشابتين تخضعان للعلاج في المستشفى.
صورة د.فؤاد عبد الهادي| تصوير شخصي