سجل المجتمع العربيّ 140 جريمة قتل منذ مطلع العام الجاري، بينما في الوقت نفسه من العام الماضي كان عدد الضحايا 66. وعلى خلفية ذلك باتت آفة العنف تقلق الكثير من المواطنين العرب إذ هناك شريحة واسعة لا تخرج من منازلها خوفًا على حياتهم التي يهددها رصاص الغدر.
في الفترة الأخيرة هناك من قتل بدم بارد، بدون أن يكون له أي علاقة بأي نزاع كان، بل بسبب أن هناك صلة قرابة تربطهم بالبعض من المستهدفين. وقبل يومين قتل فلسطين مطر (47 عامًا) من نحف بعد تعرضه لإطلاق النار. وعلى إثر ذلك أثنى الجميع عليه وعلى تصرفاته ودماثة أخلاقه، وقتل فقط لأنه قريب لعائلة تواجه نزاعًا مع عائلة أخرى.
وفي سياق الحديث قال محامي من وادي عارة قبل أيام عدة: "ابني يدرس في الجامعة وهو انسان خلوق، لكن للأسف يتلقى تهديدات تشكل خطرًا على حياته، على الرغم من عدم وجود أي صلة له بأي عمل جنائي. وعلى إثره حاولت معرفة التفاصيل بشكل أوسع لكن لم أحصل على نتيجة، ولا أعرف متى ستنتهي هذه المعضلة؟ حيث أمسينا نتلقى التهديد ولا نعرف من أي جهة".
ومن جانبه قالت سيدة من منطقة المثلث: "لدينا قريب يعمل مع إحدى العصابات الإجرامية، وبالمقابل هناك طرف آخر يبحث عنه بهدف قتله. وبسببه نتلقى التهديد من أكثر من ستة أشهر. الأمر الذي يمنعنا من الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى. وحتى الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة خوفًا على حياتهم. فهذا أمر مرعب وتحسبًا لأي حادثة ننام في الملجأ".
وعلى جانب متصل أردفت عائلة اخرى من المثلث الجنوبي وبيّنت أنها تعاني من تهديدات خطيرة على حياتهم، بسبب شخص من العائلة تبحث عنه عصابة إجرامية وتطالبه بدفع مبلغ كبير من المال. وعلى خلفية ذلك أطلق النار باتجاه أقرباء له أكثر من 25 مرة! وفي ثلاث حوادث أصيب أشخاص عدة لم يكن لهم أي رابط بالنزاع.
وعليه قال قريب المستهدف: "نتلقى تهديدات بشكل يومي، وانا شخصيًا لدي محل تجاري وأطلق الرصاص باتجاهه مرتين، وبسبب هذا الوضع بدأت أفقد الزبائن، الأمر تسبب بنقص في نسبة الأرباح. حيث أجبرت على وقف عملي. وعلى الرغم من تدخل الوجهاء ومحاولة وقف اطلاق الرصاص، لكن فشلت المحاولة، وهذه العصابة تطالبنا بدفع مبالغ طائلة لا علاقة لنا بها، وم الممكن أن يأتي اليوم الذي أقتل فيه أنا أو أحد من العائلة".
وفي سياق آخر قالت سيدة فقدت زوجها واثنين من أقاربها :"قتلوا زوجي بدم بارد عندما كان في طريقه الى العمل، وهذا الوضع جعلني أمكث في البيت لفترة طويلة، لأنني كنت أشعر إذا خرجت ستطالني يد الغدر وأقتل. ، وهذا هو الحال، وزوجي قتل فقط لأنه قريب احد المستهدفين، والحل الأفضل أن نبقى في منازلنا لأن الشرطة تتقاعس ولم تجد أي حل لوقف هذه الآفة، وأطفالي الصغار يسألون بشكل دائم عن والدهم".