كشفت صحيفة "هآرتس" تقريرها حول محاولة تجريد سيّدات من الخليل من ملابسهن أثناء تفتيشات كان بجريها الجيش الاسرائيلي في منزلهن، فإن السيدات أشرن إلى أنّ المجندتين هددتا بإطلاق الكلب نحوهن إذا لم يُنفذن الأمر (خلع ملابسهن)، وقد وقعت الحادثة بعد الواحدة والنصف ليلًا، يوم العاشر من تموز.
وبحسب تقرير هآرتس فإن 26 شخصًا بينهم 15 طفلًا تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر و17 عامًا، يقطنون في ثلاث شقق متجاورة في منزل لعائلة العجلوني، وذلك في الحي الجنوبي من مدينة الخليل. وفي 10 تموز، عند الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، داهم حوالي 50 جنديًا، بحسب أفراد العائلة، المنطقة المحيطة بالمنزل، وكان معهم كلبان على الأقل. وانتشر نصف الجنود تقريبًا داخل الشقق وتجولوا حولها، بعد أن أيقظوهم وأضواء الكشافات في أيديهم، وطرقوا الأبواب وهددوا بتحطيمها.
وبحسب أفراد الأسرة، كان معظم الجنود ملثمين ولم تظهر سوى أعينهم. وكان أحدهم -بدا أنه القائد المسؤول وكان وجهه ظاهرًا- يرتدي بنطالًا عسكريًا وقميصًا عاديًا بأكمام قصيرة.
وتروي إحدى النساء القاطنات في المنزل تفاصيل تلك اللحظات العصيبة، بالقول: "صرخ زوجي على الجنود وطالبهم بالابتعاد وإبعاد الكلاب. وصرخت بناتي، وبكيتُ وارتجفت من الخوف. لُجين (4 أعوام) تبوّلت في سروالها، ولم يسمح الجنود لزوجي بالتحدّث معي، بل وجّهوا أسلحتهم نحو رأسه وسحبوه إلى المطبخ".
وأشار تقرير "هآرتس" إلى أنّ النساء اللواتي طلبت منهن المجندتان التعري، هُنّ: والدة العائلة (53 عامًا)، وابنتها (17 عامًا)، وزوجات أبنائها الثلاث وهنّ في العشرينيات من عمرهن.
ووفقًا لرواية السيدات الخمس، فقد جرى إحضارهنّ واحدةً تلو الأخرى إلى غرفة صغيرة للأطفال، وأول من تم استدعاؤها إلى الغرفة كانت زوجة أحد الأبناء (25 عامًا)، والتي أجبرت على خلع ملابسها بحضور ثلاثة من أطفالها الأربعة الذين استيقظوا من نومهم.
ووصفت مدى رعبها من الكلب والبنادق، وهي تبكي وتصرخ، ورأى الأطفال كيف كانت المجنّدات الإسرائيليّات (مغطيات الوجوه)، يشرن بأيديهن ويأمرن أمهن بلغة عربية ركيكة بخلع ثوب الصلاة، وحينما فعلت ذلك طالبنها بمواصلة خلع ملابسها، لكنّها اعترضت مشيرة إلى الملابس الداخلية الذي كانت ترتديها لتوضح لهم أنهم لا يستطيعون إخفاء أي شيء.
وتتابعن أن المجندتين أطلقتا سراح الكلب، وكاد أن يلمسها، وفي هذا الوقت كان الأطفال يصرخون خوفًا. لكنها حثت الجنود على إبقاء الكلب بعيدًا عن الأطفال، ثم خلعت كل ملابسها، وأجبر أطفالها على رؤيتها تطيع أمر الجنود بالتجول أمامهم عارية، وتم إخراجهم من الغرفة بعد حوالي 10 دقائق.
أما الشخص الثاني الذي تم استدعاؤه إلى الغرفة فهي الأم، والتي اختصرت الوصف، بالقول إن الجنود أشاروا لها: اخلع ملابسك. اخلعي الكل".
وبحسب أفراد الأسرة، كان أفراد الأسرة الآخرون في ذلك الوقت يُحتجزون في غرفتين أخريين في الشقة: النساء والأطفال بشكل منفصل، والرجال بشكل منفصل. وفي كل غرفة، كان يقف جنديان أو ثلاثة جنود مسلحين عند الباب، ويمنعون أفراد الأسرة من إصدار أي صوت. بين الحين والآخر يأتي جندي ويبلغ زملاءه بشيء ما.
ومضت الصحيفة في رواية تفاصيل الرعب الذي عاشته العائلة الفلسطينية: "عند الخامسة والنصف صباحًا، غادر الجنود المنزل ومعهم الابن الأكبر الذي تم اعتقاله. وقال أفراد الأسرة إنهم اكتشفوا اختفاء حقيبة مجوهرات ذهبية -قيمتها 40 ألف شيقل- اشتراها الابن الأصغر ، استعدادًا لزفافه. وقد هرع أفراد العائلة لاحقًا إلى مركز شرطة "كريات أربع" الإسرائيلية لتقديم شكوى، وهناك جرى إبلاغهم أنه "لم يُسرق شيء"، لكنهم أصرّوا على أنه مسروق، وفي اليوم التالي تلقوا مكالمة من الشرطة الإسرائيلية، مفادها "تعالوا خذوا الذهب"، وقيل لهم إن الجنود ظنّوه كيس رصاص" بحسب التقرير.