احياءً للذكرى الثلاثين على رحيل طبيب الأسنان والباحث د. أديب القاسم حسين، أقيمت أمسية في متحفه في قرية الرامة تحت عنوان "قضيتنا الفلسطينية بين حفظ الذاكرة ورؤى المستقبل ".
استهل الأمسية شقيقه الناقد د. نبيه القاسم متحدثًا عن سيرته الحياتية،التي بدأها فلاحًا بسيطًا وهو المولود عام 1929 رافضًا الاستمرار في التعليم، ثمساعي بريد في حيفا حتّى اختطفه عصابات الهاجاناة من شوارعها في نيسان 1948، وتحرر بتبادل أسرى، عائدا إلى قريته، مع سقوط المدينة. وقراره بعد عام ونصف من مواجهةالموت خلال فترة الحكم العسكري ووفاة أمه، أن يعود للدراسة حتى تخرج طبيب أسنان من الجامعة العبرية في القدس عام 1963، منطلقًا إلى نيويورك للتخصص ثم سويسرا للعمل. جاءت عودته إلى الوطن في أواخر الثمانينيات، ليداهمه الموت في 28/9/1993، خلال عمله على ترميم بيت أهله القديم.
تحدّثت ابنته نسب التي افتتحت "البيت القديم متحف د. أديب القاسم حسين" عام 2006، ونشرت كتاب "الرامة.. رواية لم ترو بعد" الذي عملعلى نشره عام 2020، عن الإرث الثقافي الذي تركه والدها من صور وأفلام وكتابات ورسائل وكتب مجموعة وحفظ بيت العائلة القديم، ضمن رؤيا مستقبلية لأهمية حفظ التاريخ والذاكرة الفلسطينية، خاصة في سعيه للرد على الرواية الصهيونية بأسرلةالطائفة الدرزية وفصلها عن محيطها العربي.خلال النقاش الذي شارك فيه الباحث والأكاديمي د. خليل نخلة من الرامة، وأستاذ القانون د. منير نسيبة من القدس، والباحث والمؤرخ أ. خالد عوض من الناصرة.
بيّن النقاش أهمية بناء الذات والهوية الفلسطينية عند الناشئة، وحس الانتماءللقرية / المدينة للسعي للحفاظ عليها أولا، أملا في إنتاج قيادات أفضل والوصول إلىنهوض جمعي بالوطن. ضمن اختلاف وتوافق أحيانا في الآراء والنقاش الذي أدارته الكاتبةنسب أديب حسين، و امتد لساعتين بين المحاضرين والجمهور، أكّد د. خليل نخلة عدم جدوىالبحث عن حل مستقبلي في الفترة الراهنة دون تفكيك النظام الاستعماري، فيما عبّر د.منير نسيبة عن الأمل بحل الدولة الواحدة بعد تحقيق العدالة الانتقالية، مبيّنًا في مداخلاته العديد من القضايا التي يعاني منها المقدسيون تحت الاحتلال.
أمّا الأستاذ خالد عوض فأكد على خطورة سرقة التراث المادي في ظل استعمار استيطاني، وأهمية إعادةصياغة الأطر السياسية الفلسطينية من أجل إجهاض المخططات الصهيونية اليمينية.رافق الأمسية معرض للفنان المقدسي القدير شهاب القواسمي، وعرض خلالها لوحة العائلة التي رسمها لأجل تخليد ذكرى د. أديب بمرافقة زوجته وابنتيه نسب وجنان، وفي الخلفية القدس والرامة.