لقد غادرت للتو قطاع غزة، حيث التقيت مع المقاتلين في شمال القطاع. وقد أخذت انطباعًا عن كثب للطريقة التي تقاتل من خلالها القوات، وتعمل وتحقق الأهداف التي حددناها لها.
جيش الدفاع يوشك على استكمال تفكيك الكتائب الحمساوية شمال القطاع.
لقد قضينا على العديد من المخربين والقادة، بينما استسلم جزء منهم أمام قواتنا وقد أسرناهم. وقد دمرنا البنى التحتية التحت أرضية والعديد من الوسائل القتالية.
وسط هذه المنطقة المأهولة بكثافة والمزدحمة، حيث يرتدي المخربون اللباس المدني، لا يمكن القول إننا قتلناهم جميعًا. وعلى الأرجح سنواجه مخربين في هذه المنطقة وسنستمر في ضربهم ومطاردتهم بشتى الطرق. الآن نحن نركز جهودنا في جنوب القطاع - خان يونس، ومخيمات الوسطى وما بعدها. سنواصل الحفاظ على الإنجازات وتعميقها أيضًا في شمال القطاع.
لن نسمح بالعودة للواقع الأمني الذي سبق السابع من أكتوبر، ولن نسمح بتكرار مثل هذا الحادث.
سلاح الجو يستمر في الإغارة دون التوقف. وإذا كانت عمارة هدفًا معاديًا فسقطت، وإذا كانت تشكل خطرًا على قواتنا فسقطت العمارة. جيش الدفاع مركّز ودقيق في عملياته. في كل مكان تهاجمه قواتنا، ترافقها نيران كثيفة من الجو، والبحر والبر. في كل عملية تطالب فيها القوات بالدعم بالنيران، هي تحصل على أفضل غلاف ممكن.
حيث يتيح نشاط القوات البرية تدمير بنى تحتية، وهو ما يستحيل تنفيذه جوًا. هذه العملية تولد الاحتكاك مع العديد من المخربين والقضاء عليهم. نحن نستخدم استخدامًا مهنيًا، ومعقولاً ومدروسًا للموارد المتوفرة لدينا ونحن جاهزون لمواصلة القتال في كافة الساحات.
هذه الحرب لها أهداف ضرورية والتي لا يسهل تحقيقها، ويتم خوضها في منطقة مركبة. وبالتالي فالحرب ستدوم أشهر طويلة، حيث سنتبع الأساليب المختلفة بغية ضمان صمود الإنجاز طويلاً. لا توجد هناك حلول سحرية أو طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية جذريًا، سوى القتال العنيد والعازم. ونحن نتحلى بمنتهى العزيمة.
وسنصل أيضًا إلى القيادة الحمساوية، سواء استغرق ذلك أسبوعًا أو أشهر. بفضل روحنا ومهنيتنا سوف نصل.
نحن نحلل ونعدّل أسلوب القتال باستمرار. حيث نصمّم لكل منطقة في القطاع أسلوب القتال المناسب، حسب تضاريس الارض، والعدو والقوات. وتخرج القوات للانتعاش بناءً على تقييم الوضع، بما في ذلك قوات الاحتياط التي سنحرص على الاعتناء بها وتثمين عملها ودعم عائلاتها الشريكة في هذه المجهود بالغ الأهمية.
نحن نشدد الضغط العسكري، بسبل مختلفة، وبقوة وبخدعة. ويتيح هذا الضغط تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تفكيك حماس وإعادة المخطوفين. التزامنا بإعادة المخطوفين لا يزال على حاله وسنبذل كل ما وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم. ونخوض أكثر حرب عدالة والتي تكون مرتبطة كغيرها من الحروب بثمن باهظ. إذ سقط خير أبنائنا وبناتنا في المعركة من أجل أمن الدولة. وسنضمن أنهم لم يسقطوا عبثًا.
إلى جانب محاربة حماس، يستمر جيش الدفاع في العمل ليلاً ونهارًا على إحباط الإرهاب والقضاء عليه في يهودا والسامرة حيث تقوم بذلك بنجاح باهر. ويقود هؤلاء المقاتلين الميجر جنرال يهودا فوكس بمهارة كبيرة، ومن خلال تكريس حياته لأمن السكان. الذين يلجؤون إلى ملاحقة الميجر جنرال يهودا فوكس والنيل من سمعته هم عار بالنسبة لنا جميعًا حيث ينبغي على كافة الأطراف إدانتهم بشكل صريح.
إن الأيام العديدة التي مرت علينا منذ السابع من أكتوبر تثير أسئلة صعبة عديدة والتي يتعين علينا تقديم الإجابات على جميعها، وسنقدم الإجابات بعد التحقيق المعمق. لن تتجاوز عن أي سؤال وعن أي عبرة. سنجري تحقيقًا ثاقبًا ومعمقًا في المناسبة الأولى وسننشر النتائج للجمهور بشفافية.
لكن أود الإشارة إلى عدة أشياء بصفتي شخصًا تولى خلال جل سنوات حياته دور القائد المقاتل: نواجه مواقف مركبة في ساحة القتال، يتعين علينا عندها اتخاذ قرارات صعبة والتي نتحمل المسؤولية عنها سواء في النجاحات أو الإخفاقات. إنه الطريق الذي اخترناه، مرتدو الزي العسكري، لتكريس حياتنا من أجل أمن الدولة.
لقد اتخذ العديد من القادة القرارات الصعبة في هذا اليوم، وأثمنهم جميعًا على وقوفهم في مواجهة هذا التحدي الجم. سنجري التحقيق الجوهري وسننظر بعناية في قرارات القادة وبضمنها قراراتي أنا بمجرد سماح الوضع العملياتي بذلك.
كل واحد من هؤلاء القادة يخاطر بحياته الآن خلال القتال. فلا يجوز مهاجمتهم وإصدار الأحكام بحقهم طالما دارت المعارك في الميدان وقادوا القوات أثناء القتال.
سنستمر في المحاربة، وسنستمر في الدراسة.