موقع سبيل
ضمن فعاليَّات مهرجان نيسان الدَّولي الحادي عشر للشعر في المغار واليوم الأخير منه أقيمت ندوة حول وضع المرأة الرّاهن في الثقافة العربيَّة ، قدَّم فيها الأديب الأردني حنا ميخائيل سلامة محاضرة عن حال المرأة العربيَّة ودورها المطلوب في العمليَّة السلميَّة . وممَّا ورد في هذه المحاضرة قوله " يظهر للمتبصِّر ما حققته المرأة العربيَّة بعلمها واجتهادها من منجزات مشرِّفة في ميداني العمل العام والخاص ، ولكن يبدو في الدُّول العربيَّة أنَّ النصوص الدستوريَّة والقانونيَّة والإجرائيَّة لم تجر ِ تصويبها بعد لتحقيق المساواة بين الرَّجل والمرأة . هذا ناهيك عن العقبات الإجتماعيَّة التي تقف حائلا دون تقدُّم المرأة وذلك في القرى والأرياف وفي مدن كثيرة أيضًا . وكثيرًا ما ينظر الرَّجل الشرقي إلى المرأة نظرة استعلائيَّة . وهناك العنف الأسري الموجَّه ضدَّ النساء وهناك تمييز ضدَّ بعض النـِّساء في اختيار أزواجهنَّ . لقد حان الوقت الذي يجب فيه أن تأخذ المرأة العربيَّة دورًا رئيسيًّا في تحقيق اللقاء المثمر بين الحضارات فإنَّ مشاركة المرأة العربيَّة في مؤتمرات الحوارات الدينيَّة مسألة يجب أن لا تغيب عن ذهن أحد . ونحن نريدها أن تساند جهود العاملين في حقل السلام إلى جانب نشر ثقافة السَّلام العادل ، في ظل التركيز على أنَّ المستقبل المزدهر لا يقوم بالإقتتال والإنقياد وراء التيّارات التحريضيَّة المتطرِّفة بل بالسُّلوك السلمي أي بالحوار والتفاهم واحترام الكرامة الإنسانيَّة " .
وفي نهاية المحاضرة التي تولـَّى عرافتها البروفيسور نعيم عرايدة شارك الشعراء في نقاش وحوار مفتوح حول ما ورد في المحاضرة . ومن بين المداخلات التي قدَّمها هؤلاء الشعراء مداخلة للشاعر كمال ابراهيم الذي نوَّه أنَّ افتقار العالم العربي إلى دور فعّال للمرأة العربيَّة في المسيرة السلميَّة ومنها تلك التي صنعت سلامًا مع اسرائيل لا نسمع عن منظـَّمات نسائيَّة لها دورٌ فعّال في العمليَّة السلميَّة . وعلى نطاق الأفراد نكاد لا نسمع عن شخصيّات نسائيَّة تلعب دورًا في العمليَّة السلميَّة باستثناء الحلبة الفلسطينيَّة إذ هناك اشتهرت الدُّكتورة حنان عشراوي التي لعبت دورًا في المفاوضات السلميَّة لفترة معيَّنة لكن سرعان ما انطفأ صوتها .
وفي مداخلة للشاعرة هيام قبلان أكـَّدت أنَّ المرأة مظلومة في المجال الإجتماعي وما زالت كما هي لم تتقدَّم ولا توجد مؤسَّسات تدعم المرأة المطلـَّقة أو الأرملة . وفي قضيَّة الهجرة ففي مصر والمغرب والجزائر هناك فتيات يعملن في الملاهي من أجل كسب لقمة العيش ولا يوجد قوانين تحمي المرأة المهجَّرة في مجتمعها .
أمّا الشاعر ركاز فاعور فقالت : " إنَّ نظرة الرَّجل المثقف الذي يتعلم في الخارج للفتاة لم تتغيَّر على الرَّغم من تعلمه في حضارات غربيَّة ، وهو يتعامل بعد عودته مع الأنثى بنفس النظرة القديمة " .
وقال الشاعر رشدي الماضي إنَّ المرأة العربيَّة تعاني وعلينا أن نضع مشاريع على خطوات كي نغيِّر الوضع تربويًّا ، ومن أجل تغيير نظرة الأجيال الصّاعدة تجاه المرأة .
الشيخ ناظم سرحان أكـَّد أنَّ للدِّيانات أهمِّيَّة في الموضوع ففي الدّين الإسلامي يقال : " الرِّجال قوَّامون على النساء " وفي مجال التعليم تتناسى المرأة دورها الإجتماعي وأحيانـًا تتخطى الحدود الإجتماعيَّة الشرقيَّة وأنا مع أني لست ضد التحرُّر لكني لا أقبل أن تتخطى المرأة العادات والتقاليد الشرقيَّة .
السيِّدة فهيمة صفوري قالت : " هناك اجتهاد في الدّين الإسلامي وعلينا أن نطالب علماء الإسلام أن يسنـُّوا قوانين تنصف حق المرأة " .
الشاعرة أمال قزل قالت : " لا خير لمجتمع لا يؤمن بتطوُّر المرأة " .
وكانت المداخلة الأخيرة للشاعر محمود دسوقي الذي أكـَّد أنـَّه كان من بين السبّاقين الذين نادوا بتحرير المرأة وقرأ قصيدة مدحها بها .