أهلنا الكرام في كلّ مكان،
لا يخفى على أحد منّا الحال الّذي آلَ إليه الأهل في غزّة جرّاء الحرب الشرسة الّتي تُشنّ عليهم منذ نحو ستّة أشهر، والتي حصدت ضحايا أبرياء لا يُحصى عددهم، ما بين أطفال ونساء وشيوخ، وأقعدت الكثيرين منهم جرحى ومعاقين، وشرّدت أكثر من مليون مواطن، لا يزالون يلتحفون السماء، يعانون البرد تارة، وقساوة الحرّ تارة، وضراوة الجوع والعطش، وتأثير الأمراض والأوبئة وانعدام الأدوية والعيادات.
لا يستقيم هذا الحال الموجع والمفجع مع أجواء ومظاهر الاحتفالات في العيد. قال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وها هو الجسد كلّه يشتكي، بل ويئنّ ويبكي ألمًا دون حول ولا قوّة، ولا يبقى أمامنا إلّا أقلّ الواجب، في أن نتضامن معنويًّا ونفسيًّا وروحيًّا مع أهلنا هناك.
*وعليه، ندعو أهلنا في مجتمعنا العربي إلى:*
1- إلغاء كلّ مظاهر الفرح العامّة في العيد، وغير العيد، وعلى رأسها إلغاء المسيرات الّتي اعتدنا عليها في مثل هذه الليالي المباركة في بلداتنا العربيّة.
2- اقتصار شعائر العيد على التكبيرات وصلاة العيد، واقتصار مظاهر العيد على الزيارات الواجبة شرعًا، كصلة الرحم والتزاور بين الجيران، لا سيّما زيارة مَن بيننا وبينه قطيعة، لنودّع رمضان بروحٍ مُحبّة متسامحة، ونكون ممّن قال الله فيهم: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، حتّى نكون مستحقّين لرحمة الله وفرجه.
3- الابتعاد عن المضايقات والإزعاج في الشوارع والحارات، لا سيّما إزعاج السيّارات والتراكتورونات ونحو ذلك، والابتعاد عن إطلاق المفرقعات الّتي ترتبط وتدلّ على مظاهر الفرح.
4- صلاة العيد في هذه الظروف تصبح أكثر وجوبًا، كي نتوجّه ببركتها وفضلها بالدعاء، والتفريج عن المهموم والمغموم، وإحقاق الحقّ والتمكين لمجتمعنا، ورفع الغمّة والكرب عن الأهل في غزة، وأن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن، وأن ينعم أهل وأطفال غزة بالأمن والأمان والحياة الكريمة كسائر شعوب الأرض، وكلّنا نترقّب أن يتاح لنا الانطلاق بحملة إغاثة إنسانية واسعة في مجتمعنا العربي نقف فيها إلى جانب أهلنا في غزة، عسى أن نخفّف عنهم بعض ما أصابهم من كرب وجوع.
تقبّل الله صيامكم وقيامكم وصدقاتكم وطاعاتكم. ونسأل الله تعالى أن يُعيد العيد علينا وعلى شعبنا وأمتنا بحال أفضل.
*الحركة الإسلاميّة*
*السبت 27 رمضان 1445هـ الموافق 06.04.2024 م*