تنطلق في الرابع والعشرين من شهر نيسان 2010 فعاليات "شهر الثقافة والكتاب العربي"، وذلك للسنة الحادية والثلاثين على التوالي. وتجري الاستعدادات، في مركز بيت الكرمة، الذي ينظم هذا المهرجان الثقافي الضخم، على قدم وساق هذه الأيام، من أجل تحويله إلى حدث كبير. وأعلن المسؤولون عن المهرجان أن معظم فعاليات هذا العام ستكون عبارة عن احتفاء بالشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، وذلك تحت عنوان "ويبقى الشعر". وسينعكس ذلك في تخصيص أمسية ثقافية- فنية له في يوم 30 نيسان، وفي عقد ندوة خاصة حول أثره الأدبي بالتعاون مع "جمعية تطوير المكتبات العامة في المجتمع العربي" في يوم 13 أيار. كما ستنظم سلسلة من المحاضرات حول القاسم وشعره في عشرات البلدات والقرى العربية في مختلف أنحاء البلاد وتشتمل كل محاضرة منها على برنامج فني خاص. ويقام حفل الافتتاح في يوم 24 نيسان 2010 في قاعة مسرح الكرمة في حيفا، وذلك برعاية رئيس بلدية حيفا، السيد يونا ياهف ورئيس إدارة بيت الكرمة، السيد حمودي عيسى. وتلقى فيه كلمات لكل من الشاعر سميح القاسم والسيدة بروريا بيكر، مديرة السلة الثقافية القطرية والسيد موفق خوري، نائب مدير عام وزارة الثقافة والرياضة، ويفتتحه ويتولى عرافته الكاتب محمد علي طه. وتُقام بعد ذلك فقرة فنية باشتراك الفنانة رنا خوري وفرقتها. وسيتم، في اليوم نفسه، افتتاح المعرض القطري للفنانين العرب، والذي يقام هذا العام تحت عنوان "ومضات"، بإشراف الفنان جمال حسن واشتراك عشرات الفنانين المحليين، وافتتاح معرض الكتاب العربي القطري، الذي تنظمه مكتبة "كل شيء" في حيفا بإدارة صالح عباسي، ويشمل عشرات آلاف الكتب العربية في شتى المضامير والموسوعات العلمية وكتب الأطفال. أمّا الأمسية الخاصة بالشاعر سميح القاسم فستعقد في يوم 30 نيسان 2010 في قاعة مسرح الكرمة، وتشمل قراءات وحوارا خاصا مع الشاعر وفقرات غناء وموسيقى باشتراك الفنانة رنا خوري والفنان درويش درويش. وفي يوم 7 أيار 2010 يعقد في قاعة مسرح الكرمة كونسيرت موسيقي- غنائي مع الفنانة دلال أبو آمنة وفرقتهـا بعنوان "الزمن الجميل"، تقدّم خلاله باقة من أروع أغاني عمالقة الطرب والموسيقى العربية. ويجري في يوم 8 أيار 2010 حفل افتتاح معرض "براعم" لرسومات الأطفال في المكتبة والمركز الثقافي على اسم كلور. ويشمل مهرجان هذا العام عروضا خاصة لفيلمي "عجمي" و"أم كلثوم- صوت مصر" ومسرحية "البخيل"، أحدث أعمال مسرح الكرمة. وبالإضافة إلى ما ذكر تشمل فعاليات المهرجان عروضًا مسرحية للصغار، ونشاطات مفتوحة في حديقة المكتبة العامة لجميع أفراد العائلة بينها عروض خاصة للسيرك العجيب والسيرك الأكروباتيكي. **حمودي عيسى: ندأب على توكيد صلة الثقافة بالواقع والمتلقي وقال السيد حمودي عيسى، رئيس إدارة بيت الكرمة، إن مهرجان شهر الثقافة والكتاب العربي أصبح واحدًا من أهم أنشطة مركز بيت الكرمة، ومن خلاله ندأب على توكيد صلة الثقافة بالواقع والمتلقي، وإبراز دور مركزنا، على مدار تاريخه، في تنشيط الحياة الثقافية في حيفا وفي أرجاء الوطن عمومًا، على أساس القاعدة التي ترى أن الثقافة رسالة وهوية حضارية. وقد ارتأينا أن نكرّس في هذا العام، وفي الأعوام المقبلة، تقليدًا جديدًا بدأنا به في العام الفائت وحقق نجاحًا جماهيريًا لافتًا، وهو جعل فعاليات المهرجان، في معظمها، متمحورة من حول إبداع شخصية ثقافية قدمت مساهمة متميزة في المشهد الأدبيّ والاجتماعيّ. وكان من الطبيعي أن يقع الاختيار على الشاعر والأديب الكبير سميح القاسم. وأضاف: مثلما عودناكم دائمًا فإننا نولي، هذا العام أيضًا، اهتمامًا كبيرًا بإقامة فعاليات ثقافية متنوعة في المدارس العربية في مختلف مناطق البلاد، وكذلك في مدينة حيفا، باعتبارها حاضنة للكثير من منارات ثقافتنا العربية. وقد أصبح هذا المهرجان عنوانًا لمعارض فنية راقية يشترك فيها الفنانون العرب من كل حدب وصوب، والمواهب الناشئة، فضلاً عن اشتماله على أضخم معرض للكتاب العربي، يضع نصب عينيه جعل أحدث الإصدارات العربية وكتب التراث والمراجع وكتب الأطفال وغيرها في متناول يد القارئ المحلي. في الوقت نفسه فإن للموسيقى والغناء والمسرح حصة كبيرة، جنبًا إلى جنب فعاليات ترفيهية تنطوي على غذاء روحي ثريّ لأفراد العائلة جميعًا. وختم: نتمنى أن تلقى هذا الأنشطة إعجابكم فنبقى عند حُسن ظنكم. ولا شكّ في أن إقبالكم عليها يشكل أفضل دعم لنا من أجل الاستمرار، ويعتبر تعبيرًا أمثل عن التقدير لجميع الذين عملوا ويعملون من أجل دفع هذا المهرجان إلى الأمام. **سميح القاسم- ويبقى الشعر وتحت عنوان "سميح القاسم- ويبقى الشعر" جاء في تقديم برنامج شهر الثقافة والكتاب العربي: يشكل سميح القاسم ظاهرة إبداعية متميزة في المشهد الشعري العربي المعاصر وفي خريطة الثقافة الفلسطينية والعالمية، ولا تزال مسيرته الشعرية والأدبية عامة، على مدار أعوامها العديدة وتحولاتها المختلفة، تسترعي اهتمام الكثير من الباحثين والنقاد. وحتى عندما بدأ القاسم يحتل مكانته الأدبية المرموقة على المستوى العربي والعالمي، في إطار "ظاهرة أدب المقاومة"، فإن إبداعه سرعان ما لفت الأنظار إليه بفضل خصوصية جملته الشعرية ونبوءته الثورية، وكذلك بفضل صوره الجمالية وقدرته التعبيرية الأخّاذة وشاعريته الأشبه بالمعين الذي لا ينضب. لقد أبدع القاسم في مضامير أدبية أخرى فأجاد فيها، بمستوى لا يقل عن مستوى إبداعه الشعري، ولا سيما في مجالي الكتابة المسرحية والكتابة الروائية. كما أنه ساهم، في حياته العامة، في إعلاء شأن الصحافة الثقافية والإعلام الأدبيّ. غير أن شعره يبقى في موقع الصدارة من مجمل أعماله. ولئن كان هذا الاختيار هو التعبير الأفضل عن انحيـاز القاسم الأكبر إلى الشعر الرفيع والصافي، فإن قصائده تظل الأساس المتين لمواصلة الرهان على بقاء الشعر بمنزلة العامل الأهم في تقويم تجربته في الوقت الحالي، وفي أي وقت.
*حفل الافتتاح في الرابع والعشرين من نيسان 2010*معرض قطري للفنانين العرب بعنوان "ومضات" وكونسيرت الزمن الجميل مع الفنانة دلال أبو آمنة*