مصطفى سعد: "أُفضّل الفشل في منافسة الكبار على النجاح مع الصغار"
موقع سبيل - من: راضي د. شحادة
ضمن مسابقة فلسطين الوطنية للموسيقى التي يقيمها معهد ادوار سعيد للمرة الثالثة على التوالي في مدينة القدس المحتلة بين8-20 نيسان الجاري حيث ستشمل جميع المناطق الفلسطينية، بدءاً من الضفة الغربية مروراً بغزة إلى داخل الخط الأخضر وحتى الجولان المحتل، يتم التنافس على جوائزها بين الموسيقيين في جميع الأقسام الموسيقية إضافة إلى قسم الغناء، كما ستخصص أيضاّ جائزة مارسيل خليفة للمؤلف الموسيقي الشاب.
حاز على الجائزة الأولى عن الفئة الأولى قسم الوتريات في اليوم الرابع للمسابقة الطفل غاندي زهر الدين سعد من قرية المغار الجليلية وعمره عشر سنوات،مقتسماً المركز مع فارس أشهب، وفي المركز الثاني ريبال سرور من بيت الفنون، والمركز الثالث رند خوري من معهد إدوارد سعيد للموسيقى فرع القدس.
وفاز مصطفى سعد شقيق غاندي سعد على الجائزة الأولى عن الفئة الثانية، وحاز شقيقهما الأكبر عُمَر على مرتبة العشرة الأوائل ضمن مسابقة الفئة الثانية ايضا، حيث خُصّص هذا اليوم للعزف على آلة التشيلو والكمان والفيولا وآلات النفخ. واقتسم المركز الثاني عن الفئة الثانية كل من سماترزي ولوردينا بابون، وهما من معهد إدوارد سعيد للموسيقى. أما الفئة الثالثة فخصصت لها جائزة أولى فقط احتلتها جنى برغوثي من معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى.
اشرف على المسابقة أربعة حكّام دوليين محترفين، وهم:"دينيس غاي" من سويسرا وهو يعمل في مجال تدريس الموسيقى منذ 30 عاماً في معهد جنيف ولوزان للموسيقى وعضو في المجلس الموسيقي السويسري. و"مارجريت نيكولاس بالدريدج" من الولايات المتحدة وهي بروفيسور "فايولن" و "فيولا" في جامعة مونتانا وقائدة أوركسترا سمفونية "ميسولا" وشاركت في أوبرا "هيلبردج" في ألمانيا. و"توربيورن فيستمان" وهو عازف "فايولين" سويدي يعمل في مجال تدريس الفايولين في المعاهد الفلسطينية في فلسطين وعازف أوركسترا في السويد، ونبيه بولص وهو عازف وقائد أوركسترا كندي من أصول فلسطينية.
يجدر الذكر ان مصطفى سعد حاز ايضا قبل سنتين على الجائزة الأولى عن الفئة الأولى، وهذه هي المرة الثانية التي يحصل فيها على الجائزة الأولى. ومن الملفت للانتباه انّ مصطفي الذي لا زال 12 سنة من العمر أصرّ أن يشارك مع الفئة العمرية الثانية أي مع الكبار وليس مع أبناء جيله حصل على الجائزة الأولى، وعندما سئل لماذا أصر على ذلك قال:" أولا لأنني أفضّل ان أفشل مع الكبار على النجاح مع الصغار، وثانيا فقد حُزت على المرتبة الأولى في مسابقة الصغار قبل سنتين، وأردت أن أترك المجال لأخي "غاندي" كي يحصل هو على المرتبة الأولى عن فئة الصغار في مسابقة هذه السنة، وهذا ما حصل فعلا".
الإخوة سعد أطفال موهوبون جدا، وهم يعزفون على الكمان والعود والبيانو والفيولا، وأختهم الصغرى "طِيبة" تغنّي وتعزف على التشيلو ايضا، وجميعهم يدرسون الموسيقى في بيت الموسيقى في شفاعمرو، والذي يديره الفنان عامر نخلة، وقد رافقهم في العزف على البيانو خلال المسابقة الفنان فادي ديب.
يذكر ان عدد المشاركين في اليوم الرابع للمسابقة كان ستين مشتركا من الضفة الغربية وفلسطينيي ال48 وقطاع غزّة، وبما ان المسابقة تمّت في معهد ادوارد سعيد في القدس المحتلّة فقد تعذّر على المشاركين من قطاع غزة والضفة الغربية الوصول الى مكان المسابقة بسبب الحواجز والمنع من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ممّا اضطر ادارة المعهد لاستعمال طريقة "الفيديو كونفرانس" والبث المباشر من أجل التواصل معهم وضمان مشاركتهم بشكل لائق ومتساوٍ مع إخوتهم المشاركين من المناطق الأخرى.
وعن المسابقة قال المدير العام لمعهد ادوارد سعيد الفنان المقدسي سهيل خوري:" إنها المسابقة التي توحّد كل فلسطين وتحشد محبي الموسيقى من الشبان ليتنافسوا تحت راية الوطن الواحد غير المجزأ، فتلتقي الأنماط الموسيقية المختلفة من أنامل المواهب الفتية في أسبوعين من الربيع الفلسطيني المفعم بالألحان.انّ تمرْكُز المسابقة في قلب مدينة القدس يأتي ضمن سعي المعهد من خلال نشاطاته الفنية لتأكيد هويتها السياسية والثقافية في قلوب الموسيقيين والمبدعين الشباب القادمين للتنافس من مختلف أنحاء الوطن.
أمّا "محمد مراغة" مسؤول ا لنشاطات في المعهد فأكّد على أنّ المسابقة هي الوحيدة التي تنظّم في فلسطين، وتشمل جميع الأقسام الموسيقية، وأن المعهد يعمل على تنظيمها بشكل احترافي.
يشرف على المسابقة لجان تحكيم دولية تغطّي جميع أصناف الموسيقى، تقسم من حيث العزف المنفرد إلى ثلاث فئات عمرية: الأولى حتى 12 عاما والثانية حتى 16 عاما والثالثة حتى 22 عاماً، بحيث يقسم العزف إلى خمسة أقسام هم: قسم الموسيقى العربية، البيانو، الوتريات، النفخ الخشبي والنحاسي والغيتار. أمَا قسم الغناء العربي فيقسم إلى فئتين عمريتين: الأولى حتى 16 عاماً والثانية حتى 30 عاماً.
يهدف المعهد من خلال المسابقة التي تُنظّم كل عامين إلى تشجيع وتحفيز الموسيقيين وطلبة الموسيقى للرّقي بأدائهم الموسيقي وإغناء تجربتهم في مجال العزف على الآلات الموسيقية والغناء،إضافة إلى تحفيزهم على التدريب المتواصل، ومن خلال ذلك تعميق الثقافة الموسيقية في فلسطين.
وأخيرا فسوف تُتوّج المسابقة العامة، بعد نهاية مراحل المسابقة المختلفة، بحفل ضخم يقام في رام الله في 20 نيسان في قاعة محمود درويش حيث ستسلّم الجوائز للفائزين وسيعزفون أفضل معزوفاتهم.