قبل أقلّ من شهر على موعد الانتخابات الأمريكية، أصبحت المنافسة بين دونالد ترامب وكاملا هاريس أشبه بعراك الأيادي.
ولا يزال السباق إلى البيت الأبيض متعادلاً بين الطرفين، سواء على مستوى البلاد بأكملها أو داخل كل ولاية، فالفوز سيكون بفارق ضئيل، وعليه فإن أي صوت له أهميته الكبيرة، وكل ناخب يستميله أحد الطرفين يمكن أن يساعد في توجيه الضربة القاضية للطرف الآخر.
ويقول ديفيد غرينبرغ، المتخصص في تاريخ الانتخابات بجامعة روتغرز، إن "فارقاً بنقطة واحدة أو نقطتين، قد يكون حاسماً في السباق الرئاسي، الذي يشهد منافسة بهذه القوة".
وبينما يسعى خبراء الحملة الانتخابية إلى تحقيق ذلك الفارق، فإن خطأ بسيطاً يرتكبونه في فعالية واحدة، قد يقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير الموازين في الأسابيع الأخيرة.
وحدثت خلال العام العديد من التقلبات السياسية الصادمة، إذ نجا أحد المرشحين من محاولتي اغتيال، وأدين بارتكاب جريمة، أما المرشح السابق جو بايدن، فقد اضطر إلى الانسحاب من السباق، تاركاً المجال لنائبته، التي تصغره سناً بكثير.
ومن الأسباب التي قد تجعل هاريس تفوز:
1. أنها ليست ترامب
فعلى الرغم من مزايا ترامب، إلا أنه يظل شخصية مثيرة للانقسام بشكل عميق.
وفي عام 2020، فاز بعدد قياسي من الأصوات لمرشح جمهوري، لكنه هُزم لأن سبعة ملايين أمريكي آخرين خرجوا لدعم بايدن.
وهذه المرة، تستغل هاريس عامل الخوف من عودة ترامب، فقد وصفته بأنه "فاشي" ومهدداً للديمقراطية، بينما تعهدت هاريس بالابتعاد عن "الدراما والصراع".
وأشار استطلاع رأي أجرته رويترز في يوليو/تموز الماضي، إلى أن أربعة من كل خمسة أمريكيين شعروا بأن البلاد خرجت عن السيطرة، في حين تأمل هاريس أن يراها الناخبون، وخاصة الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، كمرشحة للاستقرار.
2. أنها ليست بايدن أيضاً
كان الديمقراطيون يواجهون هزيمة مؤكدة تقريباً عند اللحظة التي انسحب فيها بايدن من السباق، متحدين في رغبتهم في هزيمة ترامب، وتجمع الحزب بسرعة حول هاريس، وبسرعة مذهلة من بداية ثابتة، قدمت رسالة أكثر تطلعاً إلى المستقبل أثارت حماس القاعدة.
في حين ربطها الجمهوريون بسياسات بايدن الأقل شعبية، جعلت هاريس بعض خطوط هجومهم الخاصة بـ بايدن زائدة عن الحاجة.
وأكثر هذه الخطوط وضوحاً هو العمر، حيث أشارت استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن الناخبين لديهم مخاوف حقيقية بشأن لياقة بايدن للمنصب، الآن انقلب السباق، وترامب هو الذي يتنافس ليصبح أكبر شخص سناً يفوز بالبيت الأبيض على الإطلاق.
.