أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي أن حظوظ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تتجاوز 50%. وقال بري، في تصريح لصحيفة الديار اللبنانية نشرته اليوم السبت، إن "(المبعوث الأميركي) عاموس هوكشتاين حصل على الضوء الأخضر من (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترامب لدفع المحادثات قدماً".
ولفت إلى أنّه "تلقّى مسودة اتفاق من السفيرة الأميركية في بيروت تحتوي على بنود محددة"، مشيراً إلى أنه سيعلن موقفه النهائي الأسبوع المقبل. وشدّد بّري على أن " لبنان لن يقبل بأي تعديل أو إضافة على القرار 1701"، معتبراً أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد عرقل المفاوضات ثلاث مرّات سابقاً لكن الوضع الحالي مختلف وجدّي".
ورأى أن "أي تهدئة إقليمية ستشكل فرصة لتحريك الملف الرئاسي وفور التوصل إلى وقف إطلاق النار، سيدعو إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية". وبخصوص مسودة الاتفاق الأميركية التي تسلمها، نفى رئيس مجلس النواب خلال تصريحات صحافية أمس، "أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان"، وقال: "إن الأميركيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى النقاش فيه في المبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا". كما نفى بري "أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان".
وكشف أن "المقترح يتضمن نصاً غير مقبول لبنانياً، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية"، وقال: "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها". وحرص بري على "التأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل"، وقال: "إن الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم".
وتسلّم بري الخميس، من السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، ويتضمّن الآلية لحصول ذلك، والتي تنطلق من القرار 1701، على أن تتم دراسته والردّ عليه، وفق ما أكده أكثر من مصدر رسمي في لبنان. وقالت المصادر إنّ "الاقتراح سيُدرس ويُناقش ويُردّ عليه، ولكن هناك ثوابت لن يتم تخطيها، خصوصاً تلك المتعلقة بالسيادة اللبنانية"، مؤكدة أن "موقف لبنان واضح لناحية أولوية وقف العدوان وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته من دون أي تعديل، وتعزيز نشر الجيش وإضافة عديده في الجنوب، والتمسك بالتعاون مع قوات يونيفيل لحفظ الأمن والاستقرار".
وتنتظر إسرائيل رد لبناني على مقترح التسوية الذي قدمته الولايات المتحدة، وتتوقع الحصول عليه خلال أيام، فيما تتمسك بمطلب "حرية العمل والحركة" في الأجواء والأراضي اللبنانية، في حال حدوث ما قد تعتبره انتهاكات. وفي السياق، نقلت إذاعة كان ريشت بيت العبرية، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، عن دبلوماسيين غربيين لم تسمّهم، قولهم إن الموقف الإيراني "له ثقل كبير بشأن ما سيقرره حزب الله"، وبشأن المقترح الأميركي حول الحرب.