بكر جبر زعبي :
رغم أن هذا العام كان حافلًا بالأحداث المهمة والمفصلية بالمنطقة، إلا أنه بالإمكان القول أن سقوط نظام باشر الأسد في سوريا، كان الحدث الأبرز والأكثر تأثيرًا، وفي نفس الوقت الأقل توقعًا، فهو حدث لم يتوقعه أحد بالفترة الأخيرة وحصل بشكل سريع وغريب.
وبينما يحظى سقوط النظام السوري باهتمام شديد في المنطقة بأسرها وربما في العالم، فإن هذا الحدث بالنسبة لسكان القرى السورية في الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، هو تاريخ مفصلي يؤثر على حياتهم بشكل مباشر، فسكان هذه القرى لم يتوقفوا يومًا عن التمسك بكونهم سوريين، حتى أن معظمهم يرفض حتى اليوم حمل الجنسية الإسرائيلية، وسكان هذه القرى، لديهم عائلات وأقارب كثر في سوريا، ولديهم أبناء وأخوة، وبعضهم من تعلم في سوريا حيث كان التعليم في الجامعات السورية مسموحًا لهم قبل بدء الأحداث في سوريا عام 2011، وسكان هذه القرى، لا زال لديهم تواصل كبير مع سوريا لم ينقطع أبدا، وكحال كل السوريين، انقسموا بعد 2011 بين مؤيد للنظام وللدولة السورية وبين معارض له وداعم للمعارضة التي تحولت بعد ذلك لمعارضة مسلحة ومن ثم إلى فصائل وتنظيمات مسلحة عديدة، بينها تنظيمات إسلامية متطرفة.
"زلزال سياسي" يغير وجه المنطقة، وصف سكان الجولان سقوط النظام، وكأي حدث سياسي كبير، أثار هذا الحدث تساؤلات عديدة حول مستقبل الجولان علمًا بأن إسرائيل لم تنتظر وفورًا بعد سقوط النظام أعلن عن فظ اتفاقية وقف الاشتباك من عام 1974 وبدأت باجتياح مناطق داخل الحدود السورية، ومنها جبل الشيخ السوري ومنها قرى عديدة واقتربت لنحو 25 كم من العاصمة دمشق، وقامت بسلسلة غارات واسعة دمرت فيها معظم منشآت ومعدات الجيش السوري من طائرات وصواريخ وسفن حربية، بهدف الحفاظ على التفوق بصرف النظر عن هوية النظام القادم، وبحجة منع وقوع هذه الأسلحة والمعدات مع تنظيمات متطرفة. وحتى التوغل داخل سوريا قالت أنه توغل مؤقت وبهدف ابعاد التنظيمات المسلحة المتطرفة عن الحدود الإسرائيلية، ومن بين تصريحات عديدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، منها أنه قال بأن النظام السوري سقط بسبب الضربات الإسرائيلية لحلفائه حزب الله وإيران، من بين التصريحات العديدة، قال نتنياهو أن الجولان بات إسرائيليا للأبد.
بالإمكان القول أن القسم الأبرز من سكان قرى الجولان كان مؤيدًا للنظام، أو لم يعلن معارضته له، والعلم السوري بقي مرفوعًا في قرى الجولان حتى سقوط النظام، وحتى أنه في الوقفة الاحتفالية التي كانت بعد سقوط النظام في مجدل شمس، لم يشارك أي من القيادات المعروفة "ما زلنا لم نصدق أن النظام قد سقط بهذه السرعة" يقول مواطن من مجدل شمس، فضّل أن يبقى اسمه مخفيًا حاليًا خوفًا على انتقامات من أقارب له في سوريا من قبل الجماعات المسلحة: "نحن آمنا بهذا النظام، ورأينا انه تعرض لمؤامرة دعمتها دول الغرب وإسرائيل، وأن النظام بكل ما فيه من فساد وظلم، لو أنه انضم إلى حلف التطبيع مع إسرائيل وترك حلف المقاومة وترك دعم حزب الله، لم يكن سيسقط، والأمر لم يعد مخفيًا، ها هو نتنياهو يتفاخر بأن النظام السوري سقط بسبب الضربات الإسرائيلية لحزب الله وإيران، وها هي إسرائيل تدمر كل منشآت الجيش السوري، وتحتل مناطق داخل سوريا دون أن ينتقدها أحد، هذه الجماعات وصلت إلى ما وصلت إليه بمساعدة إسرائيل، وليس صدفة أن الهجوم بدأ بعد يوم واحد من تحذير نتنياهو للأسد في خطاب الإعلان عن وقف اطلاق النار في لبنان".
قسم كبير من الذين كانوا يعارضون النظام السوري من سكان قرى الجولان، لم يعلنوا عن مواقفهم في السابق، وذلك خوفًا من انتقامات ضد أقاربهم في سوريا، لكن من الأشخاص القلائل الذين جاهروا بموقفهم ضد النظام طوال السنوات الماضية، كان الناشط ملحم أبو صالح من مجدل شمس الذي يقول: "الحقيقة أننا في الفترة الأخيرة وصلنا إلى مرحلة يأس من إمكانية اسقاط هذا النظام، واليأس ازداد بعد المجزرة التي حصلت في مجدل شمس في تموز الأخير، حيث صدّق قسم كبير من الناس في قرى الجولان الرواية الإسرائيلية واقتنعوا أن حزب الله هو الذي اطلق الصاروخ مما عزز الأصوات الداعية للأسرلة بين أهل الجولان، وهذا جاء مع الحرب على غزة وعلى لبنان، وحالة من اليأس العام الذي دفعتنا لأن نعتقد بأن أملنا بتحرر الشعب السوري بات بعيدًا، حتى عندما بدأت الاحداث في ريف حلب الغربي، ظننا أنها احداث عادية، لكن بعدما دخلوا إلى حلب، وانسحب النظام منها بسهولة، بدأ الشعور بأن هنالك شيء غريب يحصل، وتعرفون ما حصل بعد ذلك."
قد نحتاج سنوات حتى نفهم
"قد نحتاج سنوات حتى نفهم ما الذي حصل فعلًا وكيف استسلم بشار الأسد بهذه السهولة وما الذي حدث في الكواليس وبين الدول، لكن المهم أن الامر جلل وكبير، والأحداث هذه ستؤثر ليس فقط على الإقليم، بل على العالم بأسره، سيعرف العالم قريبًا عن المجازر التي حصلت وعن المقابر الجماعية، وستكون المحرقة السورية، نقطة سوداء في تاريخ البشرية كلها، أعرف شخصيًا عن عشرات الآلاف من الناس تم دفنهم بالمقابر الجماعية، وعن عمليات بيع أعضاء، لم يكن النظام قبل بتسليم جثة أي أسير يموت، وتقارير عديدة تشير بأن سوق كامل للمتاجرة بأعضاء الأسرى والقتلى كان قائمًا، وكما تعلمون فإن التجارة بالأعضاء ممكنة في ايران ودارجة بشكل كبير، بمعنى أن الذين كانوا يسرقون أعضاء الأسرى والقتلى، كانت لديهم وجهه سهلة لبيعها".
حتى عام 2011 كان يسمح لطلاب قرى الجولان بالتعلم في الجامعات السورية وكان النظام السوري يقدم لهم منح شاملة لتعليم والسكن، وبعض الطلاب استمروا بعد بدء الاحداث في سوريا عام 2011 بتعليمهم وتخرجوا من الجامعات السورية وعادوا إلى قراهم. أما مجد مغربي، من بقعاثا، اليوم يعمل محاميًا، ففي عام 2011 كان طالب سنة ثالثة في كلية الطب في دمشق وكان رئيس لجنة طلاب الجولان، ولكنه اقتنع بالثورة فأيدها، ولم تمهله المخابرات السورية كثيرًا حتى طردته وأعادته إلى بلده: " من الأشهر الأولى للاحتجاجات، رأيت الاحتجاجات في الشارع، وبعض المحتجين كانوا أصدقائي، ثم رأيت القمع الذي تعرضوا له، لم تكن ثورة مسلحة، لم يكن هنالك داعش ولا جبهة النصرة، كانت مظاهرات تطالب بإصلاحات وبحرية، ورد عليه النظام بوحشية وبقمع، رأيت هذا بأم عيني، أذكر أن طلاب كلية الطب في إحدى المرات لبسوا أروابهم البيضاء ووقفوا وقفة احتجاجية، فتم الاعتداء عليهم أمامنا، وكان هذا حدثًا مفصليًا بالنسبة لي، وبعد ذلك تم قمع مظاهرة في حي المزّة في دمشق حيث كنت أعيش، وتم اعتقال أصدقائي واتهامهم بالخيانة وأنا أعرف جيدًا أنهم شبان وطنيين ولم يطالبوا سوى بالحرية وبالإصلاحات، فهمت أن هذا نظامًا وحشيًا يستقوي على الأبرياء وبدأت أشارك بالمظاهرات، وفي إحدى المرات ذهبت لمساعدة نازحين في مدرسة بمخيم اليرموك، فرصدتني المخابرات السوري، تم استدعائي والتحقيق معي وقالوا لي بالحرف الواحد، لو أنك لست من سكان الجولان، كنا سنتعامل معك بشكل مختلف، فقط كونك من الجولان، نكتفي بطردك، طردوني وحتى أن الجامعة رفضت أن تسلم أصدقائي أوراقي حيث خططت للانتقال لاستكمال تعليمي في إحدى الدول الأوروبية".
الجولاني
الشكوك والمخاوف من القادم لا تفارق الناس في سوريا ولا تفارق اهل الجولان، والجولاني الذي قاد هذه العملية المسلحة والذي غير اسمه لأحمد الشرع، هو مؤسس تنظيم داعش في سورية وهو قائد تنظيم جبهة النصرة التكفيري، فهل فعلًا تغيّر كما يقول أم أنه ادعى ذلك حتى يصل إلى السلطة؟ يقول ملحم أبو صالح: "بلا شك لدينا مخاوف من القادم، وبصرف النظر عن هوية الجولاني وتاريخه، سقوط الأنظمة بهذا الشكل يتسبب بفوضى، حصل حصل في رومانيا وفي دول عديدة بأوروبا الشرقية، حتى الآن، هنالك بوادر إيجابية، مثل عدم الاعتداء على الأقليات الدينية، بل ومحاورة بعضها، والتفاهم مع الحكومة السابقة ونقل السلطة بشكل سلس وهادئ، لكننا نعرف أن الأزمة لم تنته هنا".
أما مجد مغربي فيؤكد ما يقوله الكثير من السوريين "حتى لو جاء الشيطان بنفسه، لن ينجح بفعل ما قام به هذا النظام الوحشية، السوريون حملوا السلاح من شدة الظلم الذي تعرضوا له، الظروف اجبرتهم على ذلك، ولو أن الأمر بقي فقط بين السوريين لسقط النظام منذ سنوات لكن دخول أطراف خارجية، وقوى خارجية وغير سورية حملت السلاح بجانب السوريين، وتشكلت تنظيمات متطرفة، هذا كله افشل الثورة من تحقيق مبتغاها سريعًا، كانت ثورة سلمية أهدافها نبيلة لكن وحشية النظام قادتها إلى أماكن أخرى، وطبعًا مع تدخل قوى خارجية. ظن بشار الأسد أن الاستمرار على نهج أبيه، بالقمع، سينقذه، وكان باستطاعته أن يتخذ طرقًا أخرى".
وعلى عكس ملحم أبو صالح، مغربي يقول إنه لم يتراجع للحظة عن الإيمان بأن هذا النظام سيسقط "نظام هجر 10 ملايين سوري وقتل وأخفى مئات الآلاف، وترك كل الشعب تحت خط الفقر، لم يكن لديه أي فرصة للاستمرار، وسقوطه كان مسألة وقت، رغم أن الاحداث الأخيرة فاجأتنا بسرعتها".
الغجر
تمامًا كان تجنب قسم كبير ممن عارضوا النظام من أهل الجولان في السابق ان يجاهروا بموقفهم خوفًا من انتقامات بأقاربهم، فضّل معظم الذين كانوا مؤيدين للنظام من قبل ألّا يتحدثوا أو على الأقل أن يتحدثوا دون الإعلان عن هويتهم، يقول شاب من قرية الغجر السورية وهي قرية واقعة على المثلث الحدودي بين سوريا ولبنان وإسرائيل قرب مزارع شبعا وسكانها بغالبيتهم من الطائفة العلوية، الطائفة التي تعود إلها جذور عائلة الأسد، وقد كان قسم منهم مؤيدين للنظام :"موقفنا مع النظام لم يكن من منطلقات طائفية، لكن هذا النظام حمى الأقليات في سوريا، ورغم الفساد بداخله لكن الجماعات الأخرى التي جاءت بطابع إسلامي متطرف، كانت خطرًا على سوريا وعلى الأقليات بشكل خاص، وجاهرت بتصريحات وعبارات طائفية منذ عام 2011، وكان واضحًا انها مدعومة من قوى خارجية، وطبيعي أن هذه القوى، مثل تركيا وقطر وأمريكا وغيرها، لا تريد مصلحة الشعب السوري وحريته، وهذا كان سبب موقفنا الداعم للأسد، وكنا نراه قائدًا مثقفًا يحاول الإصلاح والتحسين وأن الحرب فُرضت عليه ولم يكن لديه أي خيار سوى القتال للحفاظ على وحدة سوريا، وما نراه اليوم وما سنراه في الأيام القادمة يثبت أن النظام حافظ على وحدة سوريا رغم كل سيئاته، لكن سقوطه بهذه الطريقة خذلنا بشكل كبير، خروجه وهروبه في ساعات الليل دون كلمة اعتذار، دون رسالة لمؤيديه، دون تبرير، كان تصرفا مفاجئًا ومسيئًا لآلاف أو حتى لملايين السوريين الذين آمنوا بشكل شخصي به، الآن نتمنى أن تتحسن سوريا وتكون الأيام القادمة أفضل وأجمل، رغم الشكوك الكثيرة بذلك".
هذا الشعور يؤكده ملحم أبو صالح الذي يقول أن الأسد خذل مؤيديه، وهذا ما يقوله الناس في الجولان وفي مناطق عديدة بسوريا، توقفوا عن الدفاع عنه ولكن أكثر ما يشعرون به هو الخذلان منه.
"الناس في الجولان في البداية كانوا بمعظمهم مع النظام، فالعلاقة كانت طيبة مع دمشق وكانت تتكفل بتعليم الطلاب من الجولان في الجامعات السورية وكانت الدولة السورية أحيانا تشتري التفاح من المزارعين، ورغم أن هذا كله توقف بعد 2011 إلا أن المؤيدين كانوا كثر، لإيمانهم بنظرية المؤامرة ضد النظام وبسبب سيطرة الجماعات الإسلامية المتطرفة على المعارضة، لكن مع الوقت بدأ تأييدهم يتراجع رغم أن قسم كبير ممن أصبح معارضًا للنظام امتنع عن الإعلان عن موقفه، إما خوفًا على أقاربه هناك أو ببساطة لأن البعض لا يحب التحدث بالسياسة، والآن نرى الكثير من الأشخاص فرحين بسقوطه، ومعظم الذين كانوا مؤيدين للنظام السوري واعرفهم، يتحدثون فقط عن مخاوفهم من القادم، من الجماعات الإسلامية من إمكانية وقوع حرب أهلية ومن المخططات الإقليمية لتقسيم سوريا
بالنسبة للطائفة الدرزية في سوريا، يعتقد ملحم أبو صالح أن الاحتجاجات السلمية ضد النظام بالعامين الأخيرين في السويداء، ساهمت في تغيير فكر بعض الجهات في المعارضة وساهمت في التخفيف من الاستقطاب والتطرف: "هذا أمر نرى نتائجه الآن بالأجواء الإيجابية نسبيًا في سوريا باستثناء بعض المظاهر".
وتعقيبًا على الهجوم الإسرائيلي على مواقع سورية والتوغل داخل الأراضي السورية، يقول أبو صالح: "هذا الهجوم أضعف مواقف المعارضين السوريين الذي كانوا يتغزلون بإسرائيل ويدعون إلى سلام معها، حتى بعض الدروز في السويداء الذين تأثروا بهذا الخطاب مؤخرًا، هذا التصرف الإسرائيلي أضعف موقفهم، ورغم ذلك، لا اعتقد أن لإسرائيل شرعية بالبقاء داخل الأراضي السورية، ولا اعتقد بأن أقوال نتنياهو بأن الجولان بات سوريًا للأبد هي دقيقة، بمعنى أن هنالك اجماع دولي، أكثر حتى من الاجماع على قضية القدس، أن الجولان سوري، باستثناء ترامب بشخصه، كل العالم يجمع أن الجولان سوري، وليس موافقًا على احتلال هضبة الجولان، فكيف سيوافق على احتلال المزيد من الأراضي الآن؟
مساء الأحد في مجدل شمس، احتفل العشرات من الأهالي في الساحة المركزية للقرية، قرب تمثال سلطان باشا الأطرش وهو قائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي وقد كان درزيًا ويعتبره الدروز رمزًا لهم، وقفوا هناك ورفعوا علم الثورة السورية الذي أصبح الآن هو العلم السوري الرسمي والذي تم رفعه على مبنى بيت الشعب في مجدل شمس في مكان العلم السوري القديم، يقول شحادة نصر الله أحد الذين احتفلوا " انتظرت هذه اللحظة كل حياتي، كل حياتي حلمت بذهاب بشار الأسد، لا يمكن وصف الفرح، هذا الانسان قتل وهدم ودمر سوريا كلها، المشاهد من دمشق والمدن السورية تفرح، وتمنيت لو أن العديد من أصدقائي ما زالوا على قيد الحياة ليعيشوا هذه اللحظات، وبعضهم قتلهم نظام بشار الأسد، أملي أن تعود سوريا كما تستحق دولة ديمقراطية، لأن الشعب يستطيع إدارة حياته بشكل رائع ونقل الدولة إلى أفضل حال بدون خوف لا من النظام ولا من جبهة النصرة ولا من داعش، الناس عاشوا أسوأ ما يمكن أن يعيشه المرء ولن يسمحوا بأن يعيشوا ظروفًا كهذه من جديد".
سماح أبو جبل، كانت من بيت المحتفلين في مجدل شمس، علقت "نحتفل بانتصار الشعب السوري العظيم الذي تحمل ظلم وأسى وتعذيب وقهر لأكثر من 50 عامًا، من الجولان السوري المُباع، نرسل محبتنا للشعب السوري العظيم، للشباب الذين وقفوا واسقطوا هذا النظام الفاسد القاتل، المشاهد القادمة من المدن السورية تجعلنا نشعر بالفخر والسعادة بسقوط الظلم ولا نفكر بأي شيء آخر حاليًا".
"سعادتي بسقوط النظام تطغى حاليًا على قلقي من القادم، ولكن رغم القلق، أنا اثق بالشعب السوري الذي ثار ثورة حق ضد الظلم، ضد دولة أمنية مستبدة لا فصل بين السلطات فيها ولا محاكم، وبعد لملمة الجراح سيأتي دور الشعب السوري لبناء سوريا الجديدة، سوريا المستقبل، وشعب قدم تضحيات لن يسمح بعودة نظام ديكتاتوري ولا بعودة الأصنام، والثورة لم تنته، بل حققت هدفها الأول وهو اسقاط النظام والآن الهدف هو بناء دولة علمانية ديمقراطية لكل مواطنيها بلا فرق فيها لا حسب قومية ولا دين ولا شيء، وأي شخص سيظن أنه سيعيد الحكم الديكتاتوري من جديد سيجابه برفض شديد، فزمن الخضوع انتهى" ولم يستطع مغربي في نهاية حديثه ألا يتحدث عن أمنيته بالعودة لزيارة دمشق وللأماكن التي أحبها فيها واصفًا إياها بعاصمة الحب والسلام.