موقع سبيل - تقرير كمال ابراهيم
أصدر الشاعر كنان عز الدّين ابن قرية المغار باكورة أعماله الشعريَّة مجموعة تشمل 27 قصيدة تحت عنوان " عند خط النهاية " وهذه القصائد من الشعر المنثور تعبِّر عن تجربة ذاتيَّة خاضها الشاب في حياته الخاصَّة وترسم بالكلمات والإيحاءات المعبِّرة واقعنا " الصَّحيح " ومن الأساليب التي انتهجها الشاعر في قصائده اللجوء أحيانـًا إلى الغموض الواضح القريب من فهم القارئ وإدراكه للتجارب المتنوِّعة التي تناولها هذا الدّيوان .
في هذه المجموعة الشعريَّة لم يتطرَّق الشاعر إلى مواضيع سياسيَّة أو وطنيَّة وحاول الإبتعاد عن المواضيع الواقعيَّة المطروقة تجنـُّبًا لاتخاذ بعض القرّاء حكمًا لا يُنصف القصائد التي شملتها المجموعة .
ومن خلال نظرة ثاقبة على قصائد المجموعة يبدو أنَّ كنان اتـَّبع أسلوبًا فلسفيًّا إلى حدٍّ ما في طرح أفكاره وتجاربه غزيرة المعاني وحلق في فضاءات يمكن القول عنها أنـَّها ومضات خياليَّة استلهمها الشاعر من تجربته المثيرة التي مرَّ بها أثناء خدمته العكسريَّة الإجباريَّة وإن لم يذكر هذه الخدمة بشكل صريح أو مباشر في قصائد هذه المجموعة .
.jpg)
فها نحن نراه يقول في إحدى قصائد المجموعة بعنوان " لحظات من الواقع " :
كلحظات ذهبيَّة تمضي
منا من يراها
ومنا من يعيش هواها
نسأل دومًا ..
ودائمًا لا نجيب !
إن عشنا اللحظات كما أردنا !
أم أنَّ الأيّام فعلت بأيّامنا ما تريد !
غريبة عظيمة معاني الحقيقة لا نراها !
نتكلم عفوًا ، وقصدًا نغفل عن صداها
نرسم الأخطاء سهوًا ، ولهوًا نمضي في سماها
لديننا سبعة شرور ٍ ، وسبعون غيرها فعلناها
كذبٌ خيانة ٌ واشتهاءٌ ، وأخرى تخجل النفس من معناها
رجالا كالرِّجال كنا ، سباعًا بالشجاعة غلبناها
صغارًا كالصغار صرنا ، نجوم بذلٍّ رميناها
شهامة ٌ مروءة ٌ وعدلٌ ، سماتٌ أيّ شعبٍ تمنـّاها
أحرارُ ما أسرنا يومًا ، لنا صرخات كان الأفق مداها
ذليلا بات صوتنا ، يولولُ بعضنا على هيبة فقدناها
هم آخر من هوى من السَّماء باكيًا ، شعبًا لهم إرادة أحد ما علاها
كثيرة ٌ هي التساؤلات لا تحصى ..
إن كان لحياة الرِّجال كالرِّجال معنى ، أم أن كل من ولد ذكرًا اعتلاها !
