صدرت القصة ضمن كتاب للأطفال، عن دار الهدى في كفر قرع، وزينته لوحات وضعها الفنان محمد حسين، خصيصا لها، عبرت عما أرادت القصة نقله إلى قارئها.
القصة تتحدث عن طفل يدعى صالح، تفاجئه والدته بهدية خاصة في عيد ميلاده الخامس، طالما تمناها وهفت إليها نفسه، هي عبارة عن آلة عود شرقية القلب والقالب.
هنا تكون المفاجأة حينما ينبرى القط غافل متصديا لصديقه صالح في محاولة للاستيلاء على آلة العود. في البداية يطلب القط غافل من صالح أن يعيره الآلة ليعزف عليها، بعد ذلك بعلن عن تمسكه بالآلة بادعاء أنها لمن يعزف عليها، وهو ما يدفع الأم للتدخل بين ابنها صالح والقط البيتي غافل، فتقترح على الاثنين، أن يتعلما على آلة العود على أن تجري لهما مباراة عادلة في العزف عليه حينما يتقنان التعلم، وهذا ما يكون، يتفق الثلاثة على أن هذا هو الحل المنطقي لما وجدوا أنفسهم فيه من إشكال.
يبدأ القط غافل بالتمرن على آلة العود، موقنا أنه يعرف أن يعزف عليها، في حين يقبل صالح على الآلة ذاتها واصلا الليل بالنهار ليتقن العزف عليها، وليستعيدها بالتالي من القط غافل.
عندما ينتهي الاثنان من تدربهما على العزف على تلكم الآلة الساحرة المبهرة، تجرى لهما المباراة الموعودة، أما النتيجة فإنها تأتي على النحو التالي، القط مرح يقدم عزفا عاديا واقل من العادي، في حين يجني صالح ثمار جده واجتهاده في الدراسة والتمرن على العزف، فيبدع أيما إبداع في عزفه.
صالح لا يكتفي بتحقيق حلمه بالحصول على آلة العود، وإنما هو يتجاوز هذا إلى ابعد منه بكثير، فهو يبادر إلى العزف، فيحزن، ثم يعزف مرة أخرى للعزف بحيث يأخذ الموجودون بالرقص، بمن فيهم القط مرح ووالدة صالح، بل وأبناء الحارة.
إنهم يرقصون جميعا احتفال بميلاد عازف جديد، عازف بإمكانه أن يبعث الفرح، متوسلا بعزفه، إلى الجميع بمن فيهم منافسوه أهله وأبناء حارته.
إجابة عن سؤال قال مؤلف القصة، انه أراد أن ينقل إلى أبناء الأجيال الجديدة هدفا يتمثل في أن من يريد شيئا لا بد له من أن يبذل لقاءه ما هو جدير من اعتناء ومن وقت وجهد، مشيرا ان الحق عاد في النهاية إلى صاحبه، لما بذله من جهد وتعب.
وأوضح المؤلف قائلا بإمكانك أن تتصور لو أن بطل القصة صالح تخاذل أمام القط المدعي غافل، ماذا كان سيحل به، " أردت أن اهمس في أذن قراء قصتي من الأطفال قائلا أنهم إذا أرادوا أن يأخذوا حقهم في الحياة، عليهم أن يبذلوا الجهد تلو الجهد، لأنك لا يكفي أن تكون صاحب حق وإنما يـُطلب منطك أن تبذل ما يـُنشـَد منك من اجل استعادته وإرجاع الأمور إلى دربها القويم، بعد أن انحرفت عنه لهذا السبب أو ذاك.
إجابة عن سؤال آخر قال المؤلف انه حاول الاستعانة بوحدة من قصص التراث العربي، في مسالة العزف وتأثيره، رواها أبو الفرج الأصفهاني في كتابه المشهور "الأغاني"، عن الفيلسوف العربي المعروف أبو النصر الفارابي، صاحب كتاب "الموسيقى الكبير"، مفادها أن الفارابي دخل إلى مجلس فعزف فاطرب، ثم عزف فاحزن، ثم عزف فاحزن، ثم عزف في النهاية فأنام ومضى في طريقه منسلا من بينهم دون أن يعترض طريقه احد!!
مؤلف القصة قال إن هذه هي التجربة الثانية له في مجال نشر القصص في كتاب، موضحا انه كتب في العشرين عاما الماضية العشرات وربما المئات من قصص الأطفال، إلا انه لم يصدر أيا منها في كتاب لصعوبة إصدار قصة في كتاب جراء ما تتكلفه من مال لطباعتها.
يكتب المؤلف الظاهر، كما قال، من منطلق انه صديق لقارئه الطفل، لا تنقصه شقاواته وأفكاره المتشعبة، مضيفا انه يعتبر نفسه صديقا لقارئه، لا معلما يريد أن يلقنه درسا وعبرة في الحياة" كاتب أدب الأطفال يفترض انه يكتب للطفل القابع في داخله، فإذا ما تقبل هذا الطفل ما قدمه إليه من إبداع قصصي، فانه يضحي من المفروغ منه أن بقية القراء من الأطفال وحتى الكبار، سيقبلون على ما قدمه إليهم برضا وباقتناع."، ويشدد الظاهر قائلا، انه يدرك تمام الإدراك أن النفس الإنسانية أكثر ميلا إلى اللهو والعبث منها إلى الجدية وان الكاتب المبدع هو من يمكنه أن يدس الفائدة في التسلية".
مؤلف القصة أكد المرة تلو المرة في الحديث معه، انه كتب للأطفال منذ سنوات بعيدة جدا، وانه وضع هؤلاء دائما في حسابه، لإحساسه بأننا ينبغي أن نقدم إليهم بعضا من فيض نفوسنا وطفولتنا كي نتفاعل معهم وكي نساعدهم في المضي نحو المستقبل.. فهم من سيكونون رجاله.