*د. سلام فياض: نلتقي اليوم في رحاب سيد الكلمة وفارسها، الذي أسسلفلسطين مشروعها الثقافيالإبداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنية الفلسطينية المعاصرة*
موقع سبيل - من مفيد مهنا
شهد الجليل وتحديدا عروس ساحله كفر ياسيف بمركزها الثقافي حدثا ثقافيا هاما حيث جرى مؤخرا حفل افتتاح مؤسسة محمود درويش للإبداع في بيت المرحوم نديم شحادة بحضور عدد كبير من الشخصيات ذات التمثيل السياسي والاجتماعي والديني بمشاركة نيافة المطران عطا الله حنا وعدد من المشايخ والجوه المخضرمة، شملت، الشعراء والكتاب والفنانين ورؤساء المجالس والبلديات، وأعضاء الكنيست محمد بركة ودوف حنين واحمد ألطيبي وطلب الصانع وسكرتير الجبهة المحامي ايمن عودة ووزير المعارف السابق يوسي سريد ووفد من المرتفعات السورية في الجولان المحتل، وآخر من القدس المحتلة، ولطيف دوري رئيس لجنة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني ومحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا. ووفد من السلطة الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية، ومشاركة عدد من الشخصيات الفلسطينية برز من بينها رئيسة بلدية رام الله السيدة جانيت ميخائيل، والكاتبة الأديبة ليانا بدر وشخصيات مرموقة عديدة من مختلف القرى والمدن العربية.. رحب بهم عريف الحفل الكاتب عصام خوري مشيراً إلى دور بعض الكتاب والشعراء والشخصيات المحلية في تأسيس "مؤسسة محمود درويش للإبداع" كجمعية رسمية مسجلة مقرها في كفر ياسيف حيث درس درويش في مدرستها الثانوية على اسم طيب الذكر يني يني.
الكلمة الأولى في هذا الحفل المهيب كانت للسيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا، فأشار الى مراحل حياة محمود درويش الذي عايش النكبة منذ نعومة أظافره مضيفا بأن محمودا ليس شاعرا فلسطينيا فحسب وإنما شاعر كل المظلومين في الأرض.
المهندس رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية بارك باسم اللجنة القطرية إقامة المؤسسة مؤكدا أنها صرح ثقافي من الدرجة الأولى، مضيفا ان محمود درويش ليس بحاجة لأي منا لتخليد ذكراه فهو صاحب ارث أدبي كبير زاخر مشبّع بالأدب والسياسية والفلسفة الإنسانية.
أما السيد عوني توما رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي فرحب بالضيوف وجميع الحضور ناقلا تحيات المجلس المحلي، مثنيا على اختيار كفر ياسيف لاحتضان هذه المؤسسة مؤكدا ان الكفارسة يعتبرون الشاعر الانسان محمود درويش، ابنا بارا لكفر ياسيف.
كلمة الجولان المحتل ألقاها السيد منير ابو صالح ناقلا تحية الجولان الصامد للقيمين على هذا الصرح الثقافي مذكرا بان الجولان يعاني منذ 43 عاما اعتي وأبشع استعمار صهيوني عرفه التاريخ.
ثم تكلم وزير المعارف سابقا يوسي سري متطرقا الى لقاءاته بالدرويش ومحاولاته كي يتخلل المنهاج الدراسي الإسرائيلي قصائدا ومآثرا أدبية لمحمود درويش. ثم ألقى قصيدة بالعبرية كتبها عن الشاعر درويش.
بدوره المحامي جواد بولس صديق محمود وأحد المبادرين الرئيسيين لإقامة المؤسسة أشاد بالرئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مشيرا ان انطلاق المؤسسة لم ينحصر محليا بل سينطلق إلى ابعد من ذلك، مؤكدا أن العيش مع محمود درويش ليس للذكرى بل كحاضر متفاعل من خلال مؤسسة ستكون صرحا أدبيا ودفيئة ثقافية لمختلف النشاطات والإبداعات، قائلا أن لا احد يستطيع ان ينكر ان شعر وإبداع محمودباستطاعته ان يقارع وينافس بشكل حضاري وينتصر..
وتابع بولس القول ان إنشاء مثل هذه المؤسسة محاصر بسياسات عدائية تبدأ بسياسات الدولة الرسمية ولا تنتهي هناك فهي محاصرة أيضا من كل فكر رجعي لكن اسم محمود درويش اكبر من أن يحجّم وهو اسم عصي على التّحزب والجغرافيا، والمؤسسة ستكون مفتوحة للجميع دون استثناء.
مسك الختام التي انتظرها الجمهور بتلهف كانت كلمة الدكتور سلام فياض رئيس حكومة فلسطين فاستعرض مراحل حياة محمود درويش قائلا: نحن اليوم نلتقي في رحاب سيد الكلمة وفارسها، الذي أسسلفلسطين مشروعها الثقافيالإبداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنية الفلسطينيةالمعاصرة وبشعره ونضاله وحكمته وابدع القول على هذه الأرض ما يستحق الحياة. ثم جاء د. فياض على مختلف الأوضاع الفلسطينية وإمكانيات السلام والانسحاب من الأراضي التي احتلتها اسرائيل سنة 1967. وضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وحق اللاجئين بالعودة والاستقلال تام للدولة الفلسطينية بعصمتها الأبدية القدس الشريف.
يذكر ان الاحتفال بدء بالنشيد الوطني الفلسطيني، رافقه وقوف المئات الحضور الذين فاضت بهم قاعة المركز الثقافي المحلي. كما قرأت تحيات من الكاتبين اللبناني الياس خوري والاسرائيلي عاموس عوز وتحية من الموسيقار الكبير مرسيل خليفة.
