سمير صلاح الدين - المغار
دمت ذخرا لنا يا فضيلة الشيخ
حدثني مصدر موثوق يتبوأ موقعا رفيعا في جامعة حيفا ، أن مجلس أمناء الجامعة قد منح فضيلة الشيخ موفق طريف وساما في احتفال مهيب في قاعة المؤتمرات في حيفا . وقد تصدر فضيلة الشيخ طابور المحتفى بهم والمؤلف من ستة شخصيات شهيرة من البلاد ودول مختلفة قد تم منحهم شهادة الدكتوراه الفخرية وفيهم الحائز على جائزة نوبل للكيمياء ورئيس طائفة البهائيين .
واقل ما يقال في فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف ، انه رمز الاعتدال في منطقة يسودها الاضطراب والتطرف . وان اعتداله جاء من ذلك النهج الذي أرساه جده الراحل الكبير المرحوم فضيلة الشيخ أمين طريف ، الموصوف والمعروف بصاحب الذكرى العطرة والسيرة الحسنة والحضرة الموقرة ، تلك الشخصية التي سيطرت على الكثير من الألباب وأدهشت الكثير من الأرباب لما حملته من الآداب الدينية وإخلاص النية وصدق الطوية ، حتى أصبح شخصه في حياته وبعد رحيله ، صورة من بهاء الله يتقرب بها الناس إلى خير العمل وخير السلوك .
وفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف يدير دفة هذه الطائفة منذ أمد ، ويجهد في قيادتها إلى بر الأمان في مياه محلية وإقليمية وعالمية مضطربة ، والمنطقة تعاني ما تعاني من أزمات وأحداث سياسية وعسكرية متسارعة لن تحمد عواقبها . وهويسوس الطائفة في عصر أصبحت فيه الوحدة والتقارب والانفتاح عناوين يتم تناولهابنوع من الاستخفاف والازدراء, وتشهد فيه مجتمعاتنا حالات من الانحراف والاستفزازات الطائفية والمذهبية ، واحتدام في الخطاب الديني والمذهبي الذي بدأ يتحول لدى البعض إلىطرح يهدد السلم الأهلي والتعايش المشترك .
ويواجه فضيلة الشيخ هذاالتشنج والتصعيد الذي يتزايد ويتفاقم بصوت الاعتدال ، ويدعو إلى ما يرضي الله وما يضمن السلم الاجتماعي والتعايش المشترك ، وكما اثبت واقع لبنان مؤخراً فإن استقرار هذه الطائفة واعتدالها استقرار لبيئتها ومحيطها واعتدال لهم .
ويدافع فضيلة الشيخ بمنهجه عن هوية طائفته ومقدساتها ، ويحافظ بمبادراته ومواقفه وانفتاحه على طبيعة الدروز المعتدلة على الرغم من تنامي مد التعاطي المتشدد مع القضايا الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع الدرزي وخارجه ، ويقف وقفة تقول أن لنا قضايا عادلة وأننا طلاب عدل ومساواة ودعاة سلام ، وأننا نسعىلصالح وطننا ومجتمعاتنا وننشد الخير للجميع .
ويحرص فضيلة الشيخ كل الحرص على لمّ الشمل وجمع الكلمة ، وعلى بذر المحبة في القلوب وما قصده قاصد إلا ونال بالخير قصده ، ولا زال يدعونا كدعوة جده المرحوم لأن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ، وهو بموروث جده يبقى الجامع والقاسم المشترك إذا جنح جناح أو ثارت عصبية أو عصفت بنا الأحداث ,ويعمل لوحدة الكلمة والصف ويتسلح بصدق النوايا والتي هي السبيل إلى توفيق الله عز وجل .
مبروك يا فضيلة الشيخ ودمت ذخرا لنا جميعا