أسامة عامر : " اليوم أصبحت أخًا لكل متبرع ومتبرعة، وابناً لكل عائلات البقيعة " *
موقع سبيل - من مفيد مهنا
أمام مشهد مؤثر تجلّت من خلاله أسمى معاني الإنسانية لتشهد للبقيعة بمدى وعيها وشهامة أهاليها بمختلف عائلاتها وطوائفها، حيث هبوا يوم أمس مُلبّين دعوة الجمعية الخيرية تحت اسم "عيزرلتسيون" وتقوم بأعمال تطوعية بين العرب اليهود باحثةً عن متبرعين ملائمين يستطيعون تقديم النخاع لمرضى السرطان خاصة سرطان الدم "ليئوكيميا"، ففاجأها أهالي البقيعة بالكم الهائل من المتبرعين والمتعاطفين مع الحالة المرضية للشاب حسام شفيق عامر (21 عاما) حيث تم أخذ عينات دم من 1678 متبرعا رجالا ونساءً تتراوح أعمارهم بين 18 الى 50 عاما، منهم عدد لا بأس به من: كسرى وكفر سميع وحرفيش وعين الأسد والرامة والمغار وشفاعمرو وبيت جن بالإضافة لبعض المتبرعين اليهود.
وفي حديث لمراسلنا مع بروفيسور جمال زيدان مدير قسم الأورام السراطانية في مشفى زيف ـ صفد وبروفيسور في كلية الطب في معهد التخنيون ـ حيفا، وأحد المبادرين والمرافقين لهذا النشاط الطبي قال: بعد فحص العديد من أفراد عائلة الشاب المحتاج لزرع النخاع، لم نحصل على النتائج المطلوبة، فأخذنا، أنا والأخ رامز أحمد، وبالتعاون مع بعض المختصين المحليين مثل الدكتور غازي فارس وغيره، مهمة تنظيم يوم للتبرع بعينات دم للبحث عن نخاع ملائم لحالة الشاب المريض.
أما الممرض سلمان عباس فقال ان العدد كل التوقعات إلى درجة أن نماذج إعداد المتبرعين وأنابيب اختبار الدم نفذت مما اضطر بحوالي 15 محطة التي تقوم بأخذ العينات إلى الاستعانة بالأطباء المحليين وغيرهم من مختصين في مجال الطب لسد النقص الكبير.
اما والدة الشاب حسام سميحة عامر فشكرت بكلمات جياشة، الجمعية والأطباء والممرضين وكل من عمل وساهم وتعاطف وتبرع .. قائلة انها تعجز عن التعبير عن مدى امتنانها للجميع وستبقى مدى الحياة حافظة لهذا الجَميل.
هذا وانتهت مهمة التبرع بإلقاء بعض الكلمات من رئيس المجلس السيد نصر الله خير، العقيد رامز احمد، الدكتور غازي فارس البروفيسور جمال زيدان، مندوبة الجمعية الخيرية التي نوهت الى ان هذا التبرع، بالنسبة لعدد السكان، قد يكون رقما قياسيا على مستوى البلاد، وأسامة عامر شقيق حسام حيث شكر الجميع قائلا اليوم اصبحت أخًا لكل متبرع ومتبرعة، وابنا لكل عائلات البقيعة. ومُداناً لكل ساهم وعمل وساهم في إنجاح مهمة التبرع. ثم قامت الوالدة سميحة عامر، بتقديم هدية رمزية للجمعية الخيرية وهي عبارة عن لوحة ترمز الى التعايش المشترك القائم على التآخي والاحترام المتبادل بين المسيحيين والمسلمين واليهود والدروز في البقيعة .