موقع سبيل
أتى الى القدس كعادته حاملاً بعضاً من كتبه في حقيبتة السوداء بعد أن أشار بقصاصات ورق الى القصائد التي اختارها لمحبيه لذاك المساء. وصل مدرج " قبور السلاطين " الأثري ليلهب المقدسيين وغير المقدسيين بأمسية شعرية بصوته الجهور في " مهرجان القدس الخامس عشر 2010" والذي تديره مؤسسة يبوس بنجاح متزايد من عام الى عام. إنه شاعر فلسطين سميح القاسم ، وليس صدفة ان يتم اختيار عنوان امسيته " ليلة حب للقدس " ، بعد أن أهدى هذه المدينة العزيزة على قلبه عشرات القصائد في ديوانه " كتاب القدس " .
ومع امتلاء المدرج بالجمهور ، اعتلى القاسم المنصة التي تمت إضاءتها بالشموع في تشكيلة اسم " القدس " وافتتح قائلاً : لماذا نسمي هذا المكان " قبور السلاطين " ؟؟ القبور يجب ان تكون للإحتلال والظلم . دعونا نسميه مزار السلاطين ونقضي معاً امسية نتحاور فيها بالشعر.
ثم بدأ يقدم مجموعة من قصائده ، يثير مشاعر الجمهور تارة، ويتبادل معهم الفكاهة تارة أخرى، يطلق صوته عالياً وهو يتلو ابيات شعره حتى تكاد تشعر ان الصخور التي حُفر فيها هذا الموقع الأثري تهتز، وشوارع القدس تردد النداء والسماء تصغي له. لكل قصيدة قصة ورواية، وصلت ذروتها بالقصيدة المطولة سربية " انا متأسف " التي كتبها أثناء الحرب على غزة، واحتوى شعره التحدي والنقد والعمق والغضب كما عهده جمهوره دائماً.
وبعد ان تم تكريمه بالورد وشعار المهرجان طالبه الجمهور بأن يودعه بقصيدة أخرى، فأخرج من جعبة ذاكرته المزيد من الأبيات التي اختتمت هذه الأمسية الشعرية الدافئة ، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنظم بها أمسية شعرية في مهرجان القدس الذي تتكللت لياليه بفقرات فنية ابداعية موسيقية واستمر عشرة أيام، ويعتبر متنفساً ثقافياً هاماً لأبناء القدس خاصة والجمهور الفلسطيني عامة.