تَغَرَّبَ وجهُ أُمِّكَ مرَّتينِ
عن البلادِ و أوْجَعَتْكَ
بأُمْنِيَةٍ تعودُ بها إلى بلدٍ
إلى ولدٍ تغرَّبَ كالنجوم عنِ
السماءِ يريدُ أنْ نضَعَ الخريطةَ
قبلَ عودتِهِ المؤجلة ...
وما مِنْ طريقٍ ولا طارقٍ
عادَ يدري سِمات البلادِ التي
أوْدَعَتْكُم
على أمل الرجوع معَ المواسمِ
بعدَ هجرَتِها ...
هنا في بلادي ترى
الناسَ يمشونَ ظلًّا
بِلا حائطٍ
يسنُدُ الذكرياتِ
العتيقة ...
تراهُمُ مِثلَ مُعجزةٍ تُسَيِّرُها
أصابع مِنْ بقيَّةِ ما
مضى ... نُصِبَتْ وشَبَّ رمادُها كخيالِ
أرملةٍ ترتِّبُ حزنَها
شغفًا
للقياهُ ... موعودةً سرَّحتْ شَعْرَها
وارتدتْ ثوبَها واستعادت
نشاطَ الفراشاتِ قبلَ الغروبِ
الأخيرِ المسمى
رحيلْ ...
هنا في بلادي
ترى الشمسَ تبكي الضحى في
نعاسٍ كئيبٍ
يُغيظُ الندى فوقَ سَطْحٍ
بعيدٍ بناهُ المُعافى
من النرجسِ الغضِّ
خوفًا ...
تُشَرِّدُهُ الوصيَّةُ مثلَ سنبلةٍ
يُشيِّعُها الترابُ أسًى
على كتفِ الغمامِ فلا تؤثثُنِي
بها يا أبي .. غَلَّفوها بوعدٍ أنيقٍ
يُسافرُ كُلَّ ثانيةٍ بأوردتي
ويوجعني السؤالُ فلا تسلْ
غضبي ...
بلادُكَ يا أبي ورقٌ يطيرُ معَ
الرياحِ ... يَطيرُ والنَّسماتِ
يا أبتِ الموزَّعُ في البلادِ
كقصةٍ نذرتكَ جدَّتنا
بها لتُطِلَّ مُتَّهمًا
مِنَ الكُتُبِ التي تتناقلُ
الخبرَ الأخيرَ وفيه نشرتُنا :
بلادكَ يا أبي ورقٌ
ونحن مِدادُ عودَتِها ....
الرامة – 2009.9.30