قدم المحامي راز فالتار من النيابة العامة لواء الشمال قبل قليل لائحة اتهام خطيرة للمحكمة المركزية في الناصرة، ضد كل من ماجد الشاعر (58 عاما) من مجدل شمس وابنه فداء شاعر (27 عاما) من مجدل شمس، ومحمود مصاروة (62 عاما) من باقة الغربية، بتهم "التجسس الخطير لصالح سوريا".
وتوّجه النيابة العامة للمتهمين التهم التالية: "الاتصال بعميل أجنبي، تقديم بلاغ للعدو، التآمر بهدف ارتكاب جريمة، التجسس الخطير، الدخول الى موقع عسكري ومحاولة تقديم بلاغ للعدو".
ويستدل من لائحة الاتهام ان "المتهم الأول هو والد المتهم الثاني، والاثنان يقطنان في قرية مجدل شمس في هضبة الجولان، بينما المتهم الثالث وهو من سكان باقة الغربية لديه معرفة بالمتهم الاول. اما مدحت صالح والذي كان في السابق من سكان مجدل شمس غادر البلاد وانتقل الى سوريا، والتي تعتبر دولة عدو. المتهمون علموا ان مدحت شغل مناصب شتى في الحكومة السورية، وضمن علاقتهم معه والتي ستفصل لاحقا، كانوا على علم ان له علاقة بجهات استخباراتية في سوريا. ربطت مدحت وزوجة المتهم الأول علاقة قربى منذ صغرهم كونهما سكنا في الحي ذاته. في العام 2002 ذهب المتهم الثاني لدراسة الموسيقى في دمشق، وواصل تعليمه هناك حتى صيف 2008، وخلال تعليمه في هذه السنوات، كان يسكن في سوريا خلال تعليمه ويعود الى بيت عائلته في اسرائيل في العطل الصيفية. بعد صيف 2009 سافر المتهم للدراسة في فرنسا".
فداء الشاعر ووالده ماجد
وتواصل لائحة الاتهام: "في موعد غير معروف للنيابة، بدأ من العام 2006 او 2007، أدار المتهمون علاقة بطرق مختلفة مع مدحت، رغم أنه كان لديهم شكا معقولا للاشتباه به أنه اُرسل من قبل دولة خارجية لجمع معلومات سرية او أعمال أخرى من شأنها أن تمس بأمن دولة اسرائيل. خلال هذه العلاقة التقى المتهمون بمدحت، وحوّلوا له بلاغات وأخبار مختلفة".
ويستدل من لائحة الاتهام انه في العام 2006 او 2007 "سمع المتهم الثالث عن شخص أصله سوري يتواجد في باقة الغربية، وهو طيّار سوري هجر بلاده قبل سنين طويلة مع طائرته وجاء لاسرائيل. المتهم الثالث حوّل الأمر للمتهم الأول، وهذا طلب اجراء اتصال مع جهات في الحكم السوري، ليحوّل لهم البلاغ، وفحص اذا ما كانوا يرغبون منه أن يتوصل للطيّار. ولذلك اتصل بمدحت وحوّل له المعلومات التي بحسبها يتواجد هذا الطيّار في باقة الغربية. المتهم اتفق مع مدحت على أن يلتقيا في الأردن برفقة المتهم الثالث، وقام بتنسيق موعد اللقاء. في أعقاب ذلك سافر المتهمان في 28-6-2007 للأردن ووصلا عمان. هناك التقيا بمدحت، الذي اهتم كثيرا بالموضوع. وطلب مدحت من المتهمين أن يعملا للعثور على هذا الطيّار ومن ثم اختطافه واخفائه بالقرب من الحدود السورية الاسرائيلية، وسيعمل السوريون على نقله فيما بعد الى سوريا".
كما يظهر أنه "بعد اللقاء الذي وعد به مدحت أن يقوم بتحويل دعم مادي للاثنين، مقابل أن يحوّلا له معلومات مشفّرة، عاد الاثنان الى البلاد وبالتنسيق بينهما عملا بهدف اختطاف الطيّار السوري ونقله الى الحدود السورية بناء على الاتفاق" – حسب ما جاء في لائحة الاتهام .
كما ويظهر من لائحة الاتهام أنه "بعد عدة أشهر نسّق لقاء بين مدحت والمتهم الثالث في مصر، حضر اليه عميل آخر بالاضافة الى مدحت، وهناك أعطوه هاتفا نقالا ليستخدمه وليبقى على اتصال بهما، واستخدم هذا الهاتف فيما بعد لتنسيق اللقاءات بين المتهم والعميلين. كما يظهر أن الاثنين طلبا من المتهم 3 في لقاء آخر أن يقوم بتحويل معلومات لهم عن قرى مختلفة في البلاد ومعسكرات الجيش".
كما يستدل من لائحة الاتهام ان"المتهم الأول طلب من ابنه المتهم الثاني الذي يسكن في سوريا أن يحوّل لمدحت المعلومات حول الطيّار شفهيا خلال لقاءاته معه في سوريا، طوال سنتين". كما يستدل أن "المتهم الثالث ذهب الى نابلس واشترى من هناك سما مخدرا من نوع "ديامفين" وعدة ابر، لاستخدامه لتخدير الطيّار ونقله الى الحدود السورية عندما يعثرون عليه ويحددون مكانه".
ويستدل من لائحة الاتهام ان"المتهم الثالث، أخذ مفتاح منزل ابن شقيقه وزوجته في باقة الغربية في الفترات التي مكثوا فيها في خارج البلاد بهدف حماية المنزل ومحتوياته. في 17-11-2008 عندما كانت بحوزة المتهم المفاتيح، وصل المتهمون للمنزل، وبحوزتهم كاميرا فيديو تابعة للمتهم الأول، ودخلوا المنزل. المتهمون صوّروا من شرفة المنزل طوال أكثر من عشرة دقائق، معسكر للجيش يبعد بضعة كيلومترات من هناك، وبضمن ذلك منشآت شتى، سيارات ومركبات ومواقع الحراسة، كما قاموا بتصوير محطة توليد الطاقة في الخضيرة في الوقت ذاته مستخدمين عملية التقريب (زوم) في الكاميرا. فيما بعد قام المتهم 3 بتصوير المواقع نفسها من جديد وحافظ على الكاميرا في منزل المتهم الأول في مجدل شمس".