بقلم : محمد صلاح طه
سلّمت يديَّ المقيدتينِ للقاضي
قال:
ماذا فعلت؟
قلت:
كتبتُ قصيدةً عاريةً من الكلمات
قال:
إذن لماذا أتيت؟؟
قلت:
اتهموني بأني قاتل الكلمات البريئة
قال بصوتٍ جهوري:
نعم لقد رأيناك تقتل
قلت:
أيها القاضي الذي لم يكن يومًا ميزانًا عادلاً
كيف أكون قتلت كلماتي وهي لم تُكتب؟
ألم أقل لك إن قصيدتي عاريةٌ من الكلمات؟
تمدُّ كالسائل يديها إليك
تتوسل أن ترحمها
لكنكَ... قاسي المذاق
تحب رفع مطرقتك...
لتعلن الحكمَ
أما أنا فأحب رفع المطرقة
وضربها بالحقيقة
لتستعيد وعيها
الكل يقول إنك عادل!
لكنك شخصيةُ مزيفة
تلعب بالدمى كما تشاء
قال بصوتٍ عالٍ:
يا لهذه الوقاحة
إلى السجن خذوه
وبالأصفاد كبّلوه
...
كبّلوني ...
وفي السجن بلا رحمة
رموني....
قلت:
مرحبًا يا قضبان حياتي
تستقبلين الضيوف دائمًا
لكن اليوم...
سأستقبلك بقصيدتي
لعلك تفهمينني:
ذهبتُ إلى القاضي وسردتُ له قصتي
فدعاني بالصادق
ولم يَحكم علي بحكم جائر
كان عادلاً معي
قالت القضبان:
يا لك من كاذبٍ... صادق
أتريد أن تقول إن القاضي عادل؟
كيف يكون هذا
وهو يضع الإنسان بين أحضاني كل يوم؟؟؟
قلت:
معَكِ حق
لكنّه في النهاية سيبقى قاضيًا
ففي يدينا بقيةٌ من عدلٍ
فاستريحوا كي لا تضيع البقية
قالت القضبان:
أنت مخطئ
نحن لا نحصل على عدل
بل نستمع إلى الكلمات...
وإلى حكم المطرقة
قلت:
لا تقلقي
فمطرقة القاضي...
خرّت ميتة