الشيخ د. عكرمة صبري: شعبنا صاحب الجذور في الديار المقدسة ونحن الأصل فيه
المطران د. الياس شقور: ان ما يخيفني حقا هو العنف الكامن في قلوبنا، العنف الذي نتسامح معه داخل العائلة
الشيخ القاضي أبو كامل نعيم هنو: نعتبر الصيام صياما روحيا لتهذيب نفوسنا وأفكارنا
موقع سبيل - من زياد شليوط
بدعوة من بلدية شفاعمرو والمركز الثقافي البلدي ضمن نشاطات احتفالات مئوية بلدية شفاعمرو، اقيمت مساء أمس السبت، أمسية رمضانية مميزة بحضور المئات من اهالي شفاعمرو، تخللتها ندوة دينية في قاعة مركز العلوم والفنون (اشكول بايس) بمشاركة رجال الدين الافاضل: سماحة الشيخ د. عكرمة صبري، سيادة المطران د. الياس شقور، سماحة الشيخ القاضي نعيم هنو والعلامة الدكتور عبد الرحمن عباد.
في بداية الأمسية ألقى السيد كارم صبح، مدير المركز الثقافي البلدي كلمة ترحيبية قصيرة هنأ فيها بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر السعيد وأشار لأهمية غرس المحبة والتسامح بين الأديان جميعها، ودعا عريفي الأمسية الكاتبين د. محمود عباسي والأستاذ زياد شليوط لإدارة الندوة، التي تناولت موضوع "التسامح بين الاديان". وألقى رئيس البلدية السيد ناهض خازم، كلمة ترحيبية بالضيوف وأهالي البلد مؤكدا على روح التسامح والأخوة بين أهالي المدينة وأركان العيش المشترك فيها على مر السنين، كما وهنأ المحتفلين بالأعياد القريبة.
رحب العريفان بداية بالضيوف المشاركين وقدما نبذة عن كل منهم، ثم طرحا الأسئلة التي تناولت الصيام لدى الأديان السماوية عند أهل التوحيد وكذلك التسامح والمساواة والتعارف والمحبة بين الناس.
في بداية كلمته حيى الشيخ د. عكرمة صبري بلدية شفاعمرو ورئيسها وأضاف:"ان شعبنا صاحب الجذور في هذه الديار المقدسة، فنحن لسنا غرباء أو عارضين على الوطن والبلاد المباركة بل نحن الأصل فيها." بعدها انتقل للحديث عن الصيام في الاسلام فقال:"أن الصوم مشروع لدى جميع الأديان السابقة. وتمنى على كل صائم أن يتبع مقولة "اني صائم" ليبتعد عن الصدامات والشجار مع الآخرين، لأن الصائم يقابل الاساءة بالاحسان.
وأضاف الشيخ عكرمة صبري بأن الاسلام يعترف ويؤمن بكل الأنبياء المرسلين، وعندما يقابل وفودا من الغرب وخاصة الأمريكيين، يسألهم لماذا يتقربون من اليهود الذين يسيئون في أقوالهم للسيد المسيح ووالدته الطاهرة مريم، بينما يبتعدون ويعادون الاسلام الذي يحترم ويجل السيد المسيح ووالدته؟ فيتذرعون بأن هذا لمقتضيات السياسة!
وفي مستهل كلمته توجه سيادة المطران الياس شقور الى الشيخ عكرمة قائلا أنه يرى فيه رمزا للشعب المظلوم المكافح، وأضاف:"لا تنسوا أن لكم أهلا في الجليل تواقون لرؤياكم، شموخهم هو صمودهم في البلاد لنشر العدل مع التصميم على البقاء للوصول الى السلام." وقال:" الصوم في المسيحية ركن من أقوى أركان الديانة وأضاف سيادته " لا يخيفني الظلم والاضطهاد.. ان ما يخيفني حقا هو العنف الكامن في قلوبنا، العنف الذي نتسامح معه داخل العائلة، وهذا العنف يؤدي الى انحلال متزايد في بنية العائلة العربية في مجتمعنا".
أما الشيخ القاضي أبو كامل نعيم هنو فقال:"ان أمة التوحيد تهتم جدا بالروحانيات وقليلا بالجسمانيات أي الماديات. وأضاف فضيلته:"اننا نعتبر الصيام صياما روحيا طيلة أيام السنة لتهذيب نفوسنا وأفكارنا وابتعادها عن المعاصي والشرور." وعن التسامح قال الشيخ أبو كامل:"ان أهل التوحيد يستعيضون عن التسامح بتعبير "حفظ الاخوان"، الذي لا يقصد به الدروز فقط بل جميع أبناء البشر، لأن المؤمن أخ لكل مؤمن وتاريخ أهل التوحيد يشهد على ذلك".
وقدم ضيف الأمسية العلامة الدكتور عبد الرحمن عباد، أمين عام هيئة العلماء والدعاة في القدس الشريف مداخلة قصيرة تحدث فيها عن مدرسة الصيام والاسلام والانسان، مؤكدا على أن الصيام فقط عن الطعام والشراب في الاسلام يبقى منقوصا وناقصا، لأن الصيام فيه يتضمن سبعة أمور ومنها عفة اللسان والعين والأذن اضافة الى الامتناع عن الطعام والشراب.
وفي القسم الثاني من الأمسية تم تكريم رجال الدين المحليين من شيوخ وأئمة وكهنة، حيث قام رئيس البلدية ومدير المركز الثقافي بصحبة الضيوف من رجال الدين والعلم الأفاضل، بتسليم الدروع للمحتفى بهم، ثم قدم رئيس البلدية درعا تقديريا لكل من الشيخ عكرمة صبري والمطران الياس شقور والشيخ نعيم هنو ود. عبد الرحمن عباد.
وبعد انتهاء الأمسية انتقل الضيوف وعدد كبير من رجال الدين والشخصيات الشفاعمرية الى "منتزه شفاعمرو" حيث تناول الجميع وجبة الافطار في أجواء من الأخوة والتسامح والرضا.