موقع سبيل
كانت صحيفة "معاريف" قد نشرت في 26.8.2010 مقالا بالعبريَّة تحت عنوان " درزي ، تكلم بالعبريَّة " ذكرت فيه أنَّ وزارة التربية والتعليم أمرت المدارس في الوسط الدُّرزي بتعليم مواضيع العلوم باللغة العبريَّة وليس بلغة الأم العربيَّة .
كما ذكِرَ في المقال أنَّ المفتش المسؤول عن التعليم الدُّرزي في وزارة التربية والتعليم السيِّد مهنا فارس أكـَّد صحَّة الأمر وصرَّح أنَّ ذلك عبارة عن توصية وليس منع التعليم باللغة العربيَّة .
وقد أثار هذا المقال ردود فعل عديدة في أوساط مختلفة في الطائفة الدُّرزيَّة ومنها المُعارض بشدَّة لهذه الفكرة .
وصل موقع سبيل رد المحامي أرز حبيش رئيس جمعيَّة يركا التطوعيَّة وولي أمر كممثل عن الأهالي ننشره هنا كاملا :
" مرفق بهذا مقال نشر باللغة العبرية في جريدة "معريف" يوم 26.8.2010 تحت عنوان "درزي, تكلم بالعبرية" فمن منطلق المسؤولية وحرصا على مصالح أولادنا, كولي أمر, كممثل أهل وكممثل "جمعية يركا التطوعية" التي تعمل الكثير من اجل التربية والتعليم, وهذا الأمر موجود في أعلى سلم أولوياتنا, ارتأيت أن أتوجه إليكم لإطلاعكم على بعض الأمور في هذا الصدد.
أولا غير واضح التناقض في الأقوال الآتية التي وردت في المقال: فمن جهة ذكر أن وزارة التربية والتعليم "أمرت" (הנחה) المدارس في الوسط الدرزي بتعليم مواضيع العلوم باللغة العبرية وليس بلغة الأم-العربية, ومن جهة أخرى أكد الشيخ الأستاذ مهنا فارس- المسئول عن التعليم الدرزي في الوزارة, صحة الأمر وصرح أن ذلك عبارة عن "توصية" (המלצה) وليس "منع" التعليم بالغة العربية! فما هي الحقيقة؟
من الممكن أن نتقبل ونرضى واقع تعليم مواضيع العلوم باللغة العبرية, كغاية شريفة للتسهيل على أولادنا التعليم الأكاديمي لاحقا, بشرط أن لا يكون في مضمون هذه الخطوة هدف إبعاد أولادنا عن لغة الأم, التي للأسف الشديد لا يجيدونها وهي في مرحلة تشويه مستمر وخلط باللغة العبرية. وذلك بدل أن نعمل , كما ورد في المقال, على تقويتها وتعزيز مفاتنها وما يميزها عن سائر اللغات.
يجدر أن يشار هنا انه ليس عفوا اختارت الصحفية "العبرية" عنوان المقال:"درزي, تكلم العبرية" من باب السخرية والتهكم, ولها أسبابا عدة لتكون محقة.
الموضوع الثاني والاهم الذي ذكر في المقال بعنوان "الانقلاب المنهجي في تعليم "هشوءاه""- (النكبة اليهودية) في الوسط الدرزي. حيث ذكر أو اتضح أن رغبة وإرادة السيد مهنا فارس والدكتور اسعد عرايدة-مدير مدرسة العلوم الدرزية, وضع برنامج موسع لتعليم"השואה"والهدف من ذلك تقوية وتربية أولادنا على "الإسرائيلية" وعلى الخدمة العسكرية وتشجيع انضمامهم إلى البعث والرحل إلى "بولندا". على الرغم من إنني لا اقلل من الأهمية الإنسانية لهذا الموضوع الذي يدرس كما ذكر في المقال ضمن موضوع التاريخ, وينشر يوميا عبر وسائل الإعلام واحدا لا يتجاهل واقعه وأهميته.
اسمحوا لي أن أسال كل من كان له دور في اتخاذ هذا القرار, هل ممثلي الطائفة المعروفية : لجان أهالي, لجان الطلاب, ممثلي الجامعيين, رؤساء المجالس المحلية, المجلس الديني الأعلى, أعضاء كنيست وغيرهم, كانوا شركاء باتخاذ هذا القرار المصيري الذي اتخذتموه؟ هل سألتم أيا منهم؟ هل دعوتموهم للجلسة بهذا الصدد؟ إذ كانت الإجابة نعم. فمن دعوتم؟ ومن اشترك؟ وإذ كانت الإجابة لا, فلماذا؟ ولماذا اتخذتم القرار لوحدكم؟ ولماذا امتنعتم عن تعميم الموضوع أمام أبناء الطائفة؟ وحرصتم على نشره في جريدة عبرية وليس في الصحف العربية المحلية؟ ومن هي شريحة المجتمع التي تمثلونها؟ وهنالك العديد من الأسئلة الأخرى.
أليس من واجبكم, بدلا من ذلك, أن تقوموا بتقوية الهوية الدرزية والقومية العربية والتاريخ الفلسطيني وتعزيز القيم التوحيدية وتعليم موضوع التراث الدرزي كسلوكيات والاعتراف به أكثر في المعاهد العليا كعنقود إجباري شبيه بسائر الديانات الأخرى، ولماذا لا تعملون أولا على أن إخواننا اليهود والآخرين يتعلموا على الأقل عن الطائفة الدرزية التوحيدية ودورها التاريخي قدر مشابه من الذي نعلم به أولادنا عنهم. كلن منا يعي الواقع انه يوجد جهل في الدولة في معرفة كل ما يتعلق بالطائفة المعروفية ودورها التاريخي ومميزاتها الأصيلة.
هنالك انطباع أن الدوافع لهذا المشروع والقرار الذي اتخذ غير موضوعية ويجب إيقافه. أحد الأمثلة لذلك- هو نشر المقال باللغة العبرية وليس في وسائل الأعلام العربية، بدون اخذ رأي ممثلي الطائفة، واخص ذكر لجان الأهالي. فلا صلاحية لكم لإرغامنا وفرض أهداف وأراء شخصية علينا وعلى أولادنا.فنحن الشريحة الحقيقة التي يجب تمثيلها والعمل من اجل مصلحتها. للأسف الشديد باتت هذه الظاهرة معروفة للجميع، وهكذا يعمل الكثيرون من أبناء الطائفة الذين يصلون إلى مناصب عليا، لذلك اطلب من متخذي هذا القرار أن لا تكونوا شبيهين بهؤلاء الذين يعملون طبق المبدأ "رغبة أسيادهم تسبق رغبة مجتمعهم" أو طبق المبدأ "فرق تسد". وظيفتكم وصلاحيتكم- هي "تعليم منهجي" (פדגוגי) وليست "سياسية" أتت لخدمة ذا أو ذاك، فتوقفوا عن ذلك وأصلحوا ما يتطلب منكم إصلاحه، وعلى كل ممثلي الطائفة أعلاه المطالبة والعمل من اجل ذلك.
ومن الجدير ذكره أيضا، انه هنالك قرار أخر اتخذ في الوزارة بموجبة سيتم أو تم ابتدأ من السنة الدراسية الحالية، ضمن موضوع المدنيات، تعليم أولادنا نحن بشكل موسع أكثر عن دورنا الايجابي نحن في قيام الدولة، بدل أن يتم مسبقا، كما ذكر، إدراج هذا الموضوع في منهاج الطلاب اليهود وتعليمهم هم بشكل إجباري تلك الحقائق وكل الحقائق عنا.
في النهاية أمل أن تجد هذه الأقوال أذانا صاغية لما فيه مصلحة أولادنا خاصة والطائفة المعروفية عامة- نسبة المثقفين منها تكون مصدرا للاعتزاز والفخر، وهذا ما يجب علينا العمل عليه.
المحامي أرز حبيش
رئيس جمعية يركا التطوعية "
نص المقال بالعبريَّة عن جريدة "מעריב" :
26.8.2010