موقع سبيل - نقلا عن موقع "أخبار السويداء"
اجتمع دروز المشرق أمس تحت سماء السويداء، قادمين من الجولان المحتل، من فلسطين، من لبنان ومن كافة أنحاء سوريا. اللقاء يعد الثاني من نوعه بعد اجتماع عام 2007 ، حيث تميَّز آنذاك بحضور النائب العربي سعيد نفاع الذي غاب اليوم بسبب محاكمة من قبل السلطات الإسرائيليَّة على خلفيَّة تنظيمه للرحلة إلى سوريا .
وكان اللقاء هذا العام فرصة للم شمل العائلات بعد فراق دام عشرات السنين، وكأن حدود سايكس بيكو لم تكن
وحيا شيخ عقل الطائفة في سوريا حمود الحناوي مشايخ الجولان المحتل وفلسطين خلال استقباله لهم في مقره في سهوة البلاطة. وقال: "لقد رفضتم ترك ارضكم و صمدتم في وجه الاحتلال واخترتم السير على خطى اجدادنا الابطال، متمسكين بهويتكم العربية الاصيلة.ان النصر آتٍ لا محال". و اكد سماحة الشيخ الحناوي على ضرورة وحدة الصف وأشاد بنضال أهل الجولان لحفاظ الهوية العربية السورية للجولان المحتل، ونضال دروز الـ48 لرفض الخدمة الإلزامية في جيش العدو. كما اشاد بالرئيس بشار الاسد الذي ضمن نجاح مشروع التواصل و تعزيز الروابط بين عرب الداخل مع اخوانهم في سورية و لبنان. كما زاروا المشايخ ضريح قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش و صرح شهداء الثورة في بلدة القريا بحضور محافظ السويداء الدكتور محمد مالك علي و زاروا مقام عين الزمان في السويداء و مقام تل شيحان في مدينة شهبا و لبوا دعوات الشيخ حسين جربوع و الشيخ أحمد الهجري.
ومن جهة اخرى دعا وليد جنبلاط من دمشق دروز الـ 48 وأبناء الجولان إلى الوحدة في مواجهة التطويع والتجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي . وقال رئيس تكتل "اللقاء الديمقراطي" النيابي، خلال لقاء عقد في قصر الامويين للمؤتمرات في دمشق مساء يوم الجمعة مع الوفود التي ضمت أكثر من 800 شخص قدموا إلى سورية الخميس من الجولان ومن عرب الـ 48، "ان وقفتكم يا أبناء الجولان التاريخية في مواجهة الاحتلال، حاربتم وصمدتم في مواجهة الاحتلال ورفضتم أشكال الاذعان والتطويع".
ووجه جنبلاط، الذي شارك معه في اللقاء الامير طلال الاسلان ووزير الأشغال العامة اللبناني غازي العريضي و وفد من دروز الـ 48 ورئيس وفد ابناء الجولان الشيخ طاهر ابو صالح التحية إلى "أهل فسطين العربية وادعوكم لتوحيد كلمتكم حتى نواجه شروط التطويع، أرجوكم بوحدة الكلمة خدمة للخط الوطني والقومي الأصيل، وكذلك في مواجهة الاحتلال في الجولان للوصول إلى رفع الغبن عن فلسطيني المحتلة وعن الجولان".
واشاد جنبلاط بمواقف سورية التي رعت هذا اللقاء وقال "يتم هذا اللقاء برعاية كريمة حالية وتاريخية للسلطات السورية بقيادة الرئيس الاسد، وليس هذا الامر بغريب فقد أرسى الرئيس الراحل حافظ الاسد هذا التقليد بأن يجتمع العرب كل العرب إن في الداخل أو في الجولان أن يجتمعوا تحت شعار التواصل الوطني والقومي في دمشق العروبة والصمود في سورية".
من جانبه دعا الوزير أرسلان إلى ضرورة وحدة الصف بين دروز الشرق وقال " الوحدة هي مصدرالقوة لنا جميعا خاصة وأننا في صدد مقاومة الغطرسة الإسرائيلية " واضاف "إن زمن الانحطاط العربي المتمثل بالتخلي عن الحقوق المنهجية لصالح الأشرار بات يتطلب منا بذل جهود مكثفة ومتواصلة لإقناع العرب بوجوب التضامن مع عرب فلسطين والجولان المحتل".ودعا أرسلان لقيام "حملات تضامن مع أهالي الـ 48".
وقال أرسلان في كلمته "ليعلم العرب قبل العالم أن الاحتلال صادر ما يوازي 85 % من الأراضي المملوكة تاريخيا للموحدين الدروز، وأن ونسبة الموحدين الدروز الذي يخدمون في حرس الحدود هي أدنى نسبة مئوية بين عرب الداخل حيث تشكل 0,49 % من المتطوعين فيما يسمى حرس الحدود" مشيرا إلى ضرورة القيام بحملات شرح وتوعية لتوضيح الصورة وخصوصا أن الموحدين الدروز مكون أساسي من مكونات الحركة الوطنية في الداخل". ودعا في الوقت نفسه إلى أن تكون دمشق المقر الدائم للقاءات الموحدين الدروز، وقال "من أجدر من دمشق لاستضافة لقاءاتنا على قاعدة الثوابت الوطنية والقومية وبوضح تام وبشفافية مطلقة، فدمشق قلب العروبة التي تشهد حدثا بارزا يسجله التاريخ باعتبارها المرة الأولى التي يجتمع بها شمل بني معروف في الشرق في مهرجان تاريخي برعاية الدكتور بشار الأسد". وأشادت الكلمات جميعها بمواقف سورية قيادة وحكومة وشعبا تجاه القضايا العربية.يشارإلى أن وفد الجولان السوري المحتل وصل إلى دمشق عبر معبر القنيطرة ويضم 697 شخصا بينما وصل وفد عرب الـ 48 والذي يضم قرابة 189 للمشاركة في هذا اللقاء الذي يستمر خمسة أيام
وفي تصريح للصحفيين عقب الجلسة عن طبيعة الخلاف داخل حركة الموحدين الدروز في الداخل قال جنبلاط "الحركة في الأساس كانت موحدة ومن ثم طرأت ظروف وحدثت بعض الاجتهادات،ودعوتنا اليوم إلى العودة إلى الوحدة لأنه من خلال وحدة جهود العرب الدروز مع إخوانهم الفلسطينيين في الأراضي المحلتة في رفض الجندية العسكرية ومواجهة الاستيطان أفضل بكثير" وأضاف " لا أشك بأنهم سيقومون بالعودة للوحدة ومن خلالها نستطيع نحن في سورية وبمساعدة السلطات السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد أن ندعم هذا التوجه الوطني والقومي والعربي الذي أرساه الرئيس الراحل حافظ الأسد"
وعن تأثير هذا الاجتماع على الأوضاع الراهنة في فلسطين التي تشهد المفاوضات المباشرة قال جنبلاط" المفاوضات لن تؤدي إلى أي شيء والمهم هو وحدة الصف الفلسطيني في الداخل ووحدة الموقف."
حول تأثير هذا الاجتماع على الداخل اللبناني قال جنبلاط " ناضلنا عشرات العقود من أجل تثبيت عروبة لبنان وهذا التواصل بين المقاومة السياسية في الجولان والعسكرية في لبنان والمدنية في فلسطين يشكل خطا بيانيا قوميا عربيا واضحا ممتدا من لبنان إلى سورية إلى لبنان إلى فلسطين"
وحول الإجراء الذي سيلي الاجتماع أوضح أرسلان في تصريح صحافي "سندرس الإجراءات بتفاصيلها مع الإخوة في فلسطين والجولان لأن هنالك ظلم كبير يلحق بكل المواطنين العرب في الداخل المحتل ومن هنا ندعو الجميع إلى التوحد لأننا عندما نكون موحدين نستطيع المواجهة فإسرائيل تريد تقسيمنا طائفيا".