شارك يوم السبت كثير من السياسيين والفنانين والمثقفين والرياضيين في تظاهرة سنوية تنظم في ساحة تروكاديرو بالعاصمة الفرنسية وفي قرابة ثلاثين مدينة فرنسية أخرى للتصدي للألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية.
وتتمثل التظاهرة في تكديس أحذية في شكل هرم لتجسيد عذاب الذين يذهبون ضحية هذه الأسلحة المحظورة في العالم والتي تظل تقتل كثيرا من المدنيين لاسيما في أرياف البلدان النامية.
ومن السياسيين الفرنسيين الذين شاركوا في تظاهرة أمس الأول جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق. ومن بين الذين ألقوا بأحذية في المكان المخصص لها في ساحة تروكاديرو باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الفرنسي وروبين ليبرو رئيس نادي سان جرمان الباريسي لكرة القدم.
وقد أشرفت على تنظيم هذه التظاهرة ككل سنة " منظمة الإعاقة الدولية " الفرنسية غير الحكومية وهي منظمة تعنى بمتابعة ضحايا الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية. وقال جان باتيست ريشادييه أحد مؤسسي هذه الجمعية في تصريحات خص بها " الرياض" إن الاتفاقيتين الدوليتين اللتين أبرمتا في السنوات الأخيرة لحظر الألغام المضادة والأسلحة العنقودية قد أسهمتا في الحد من ضحاياها. فمعاهدة أوتاوا التي وقعت عام سبعة وتسعين من القرن الماضي بشأن الألغام المضادة للأفراد، خفضت عدد ضحايا هذه الأسلحة إلى خمسة آلاف شخص بينما كان عدد الضحايا يقدر بستة وعشرين ألف شخص خلال سنة التوقيع على المعاهدة. وفي ما يخص القنابل العنقودية، أكد ريشاردييه أن الاتفاقية التي أبرمت بشأن حظرها عام 2008 والتي دخلت حيز التنفيذ في شهر أغسطس الماضي من شأنها بدورها الحد في المستقبل من ضحايا هذه الأسلحة التي تلقى عادة في زمن الحروب ولكنها تنفجر في أوقات السلم ويكون النساء والأطفال والمزارعون في مقدمة ضحاياها.
وتعد لبنان حاليا من البلدان التي تعاني كثيرا من مشكلة القنابل العنقودية التي ألقت بها إسرائيل لاسيما في هجومها على هذا البلد عام ألفين وستة. ويقدر الخبراء عدد هذه القنابل بأربعة ملايين قنبلة يقولون إن 40 بالمائة منها لم تنفجر عند إطلاقها ولا تزال تقتل وتشوه سكان الجنوب اللبناني بالإضافة إلى كونها تشكل عائقا يحول دون تطوير العمل الزراعي في مناطق الجنوب اللبناني .