تداعيات شجيرة الزيزفون

تاريخ النشر 27/4/2009 10:28

 

 
بقلم : ماجدولين الرفاعي
صرخ حبنا لحظة ولادته ، معلنا بدء الحياة،فانهمر المطر ، وجرت السواقي ، وبرعم الورد على خدود شجيراته ،بينما انهمر اللؤلؤ من فم الياسمين .
وهاهو حبنا يموت بحشرجة سريعة ، وانين مكلوم حزين !؟
متعب  أنت بأحلامك،مرهق بتشكيل الوقت على مزاجك، مشغول باستحضار ماضيك المرصع باللؤلؤ.ربما فقدت ذاكرتك وقت السقوط الأخير من برج أنانيتك وشهوة تسلطك  القاسي على مروج البنفسج !
تحت ظلال الزيزفون استراح المقاتل بعد ألف قرن من الحروب .
 
أيها المجهول...
لا ادري ، أهو سوء حظي أن التقي مجنونا مثلك يلوك الحب بأسنانه ؟
ولا اعلم ، لماذا أبادلك ذات الجنون دون معرفة بدهاليزه التي تسربت  إلى مسامات جلدي ، ليعشعش في قطرات دمي ، فيتحول إلى مخدر يأخذني  صوب إغفاءة العمر ..
أي ريح  حملتك لتحط رحالك   تحت ظلال زيزفوتني ؟؟
وأي جنون يجعلني اطلب منك أن تبقى على جنونك ، لأنك إذا ما فقدته ، فإنني لن أعرفك ، ولن استدل على وقع خطاك فوق بلاط لهفتي .
تحت ظلال الزيزفون امرأة لازالت تحلم بقبلة الحياة،وتتمنى أن تصحو على حب ينساب عذوبة وعلى لمساتٍ غيبتها الآلة والمادة والجنس المستباح على الطرقات وفي الأماكن العامة ، وفوق الأرصفة وفي أزقة الضياع !؟
تحت ظلال الزيزفون ، امرأة لازالت تسكن قصص الحب ، وتبحث عن شموع مضاءة وعن وردة   تهدى إليها
تحت ظلال الزيزفون ، امرأة تحلم أن يمر حبيبها كل صباح ، فيهمس بشوق الزهرة للندى:احبك ثم يمضي ...
تحت ظلال الزيزفون ، امرأة لازالت تسترجع كلماتك عندما قلت : احبك لأنك لست كباقي النساء..لأن الفراشات تمتصُ من شفتيك الرحيقَ ، وتنثر فوق الحقول الأنوثة ..    أحبك لأنك لست كباقي النساء ، فقد أعطيت للورد والفل والياسمينْ عطر لذيذ .
حلمتُ بأنني  التي قبلّتكَ ،  وأنني التي نمتُ في راحتيكْ كعصفور حب وما من جناح وما من مبيت سوى ساعديكْ.. لماذا تكون المسافة بين ما نريد وما نحققه طويلة ، طول المسافة بين السماء والأرض ؟
لاتندهش كثيرا ، فأنا غير أنا ، عندما تنام كل ليلة في سرير ذاكرتي..أعلم أنني أعاني  كثيرا من شمسها التي لا تغيب..
مازلت اذكر مطلع رسالتك التي قلت لي فيها:
زيزفوتني الغالية  أستغيث بك ، فأغيثيني ،و لملمي عظامي ، فما عدت أعرف إلى أين يمتد جسدي وشعوري بالألم ؟ حددي لي مساحة توتري وقلصي عدد النوافذ التي تهب منها رياح الضياع.
وهاأنت بعد كل الذكريات والتضحيات والانكسارات والأمنيات ، تقترف ذنب اقتلاع جذور الزيزفون ، وتعتذر للجميع:أنا لم أقطعها ، بل زرعتها من جديد ، و أعطيتها مساحة من الضوء ، كما أعطيتها المتسع من الحرية كي تتنفس بعيدا عن إرهابي وسطوتي ، بعيدة عن جنون حبي الذي بات يحاصر أحلامها ،أريدها أن تكون حرة بعد قرن من الاستلاب
 

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2443
//echo 111; ?>