بقلم : أمين زاهر - مستشار ومدرِّب شخصي
الكثير الكثير من أولياء الأمور يعانون من قضيَّة التعامل مع الأبناء وخاصَّة في الموازنة بين تحقيق طلباتهم وملذاتهم وبين ما ينشدونه لهم من تعلم ورقي وتفهم لواقع الحياة الحقيقي والعمل على تحقيق ذاتهم.
نلاحظ بأنَّ الكثير من أولياء الأمور يعاني ويشتكي بأنَّ ابنته او ابنه لا يذاكر (يدرس) دروسه ولا يجد متعة في تعلمه وفي مدرسته من جهة , وأنَّ العديد من الأبناء يجبر على المذاكرة ومراجعة الدُّروس من جهة أخرى.
من واجبنا كأولياء أمور ومدرِّسين البحث عن الحلول المناسبة لهذه المشكلة لإعطاء الطالب الأدوات الملائمة في تحفيزه للمذاكرة في طريقه إلى النجاح وتحقيق رغباته وأمانيه.
قاعدة التغيير تقول بأن " التغيير الأمثل والناجح لا يحدث إلا من الذات " "إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" . مهما بذلنا جهد وأجبرنا الأبناء بأن يذاكروا لن يفيدنا ذلك ولن يحدث التغيير الذي نبحث عنه ونتمناه إلا إذا "بدأوا هم بأنفسهم الاهتمام بكتبهم ودروسهم وبدأوا في وضع مستقبلهم (أهدافهم) نصب أعينهم وكانت أمانيهم وأحلامهم تتراءى لهم في كل لحظة وأخرى".
الوصول إلى هذه اللحظة المنشودة يأتي عن طريق "التربية إلى الأهداف" .
"أبحاث علميَّة كثيرة أثبتت بأنَّ هذه الطريقة من أفضل وأنجح الأساليب التربويَّة والتي طبقت مع بعض الطلاب وكان لها أثر بالغ ومُثمر , وأسهمت في حل العديد من الإشكاليّات التي تقع بين الابن وولي أمره , كما دفعت بالطالب إلى مضاعفة جهده واستثمار وقته فيما يعود عليه بالمنفعة" .
تتلخص طريقة " التربية على الأهداف " فيما يلي :
1)ادع ابنك/تك الى جلسة خاصة واطلب منه أن يتحدَّث عن أحلامه وأمانيه التي يتمنى ان يحققها في المستقبل ( دور الأب / الأم هنا أن يشجِّع ابنه على ذكر الأشياء التي يحلم بها وأن يتنازل أو يعدل من بعض الأماني التي تخالف العقل والمنطق والدين) . لنفترض بأنه قال بأن حلمه وأمنيته أن يصبح طبيبًا في يوم من الأيّام.
2)هنا تطلب منه أن يسجل هذه الأمنية ثم يكتب الطرق التي تسهل له الوصول اليها . حتى تتكون استراتيجية واضحة في ذهنه ومكتوبة على الورق وبإمكانه أن يطبِّقها بكل سهولة ووضوح .
3)اطلب منه أن يتخيَّل نفسه وقد حقق هذه الأمنية واسمح له أن يعيش تفاصيل هذا النجاح .
4)اطلب منه أن يعاهد نفسه وولي أمره على أن يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق الهدف.
5)اطلب منه أن يكتب الصفة التي يتمنى أن يتصف بها في المستقبل.
6) لا تلمه أبدًا إن لاحظت عليه أي تقصير ما وإنما وجهه بالتي هي أحسن .
7)كافئه لو لاحظت أي تغيير بسيط للأحسن واجعلها مكافأة معقولة دون مبالغة وأشعره بأنك متعلق به روحيًّا وعاطفيًّا.
8)احرص أن تعرِّفه على نماذج مميَّزة في مجتمعه وأن يتعرَّف على شخص متخصِّص في التخصُّص الذي يتمناه ابنك.
9)اقرأ معه سير الناجحين والعظماء, فذلك محفز كبير له ويزيد من طاقته وحماسه نحو تحقيق آماله .
وأخيرًا ادع له بقلب مخلص صادق , فلربَّما صادفت ساعة استجابة , حقق الله لك فيها كل ما ترجوه لابنك من خير وتقدم وازدهار. (كان هذا مقتطف من ورشة عمل خاصة ومميزة نعرضها لأولياء الأمور والطلاب).
هذا الموضوع قلَّ ما تعلمه المدارس أو لا تعلمه أبدًا . حتى نوصله إلى الأهل والمهتمّين , أقمنا ورشة عمل خاصَّة كي نطرحه على أولياء الأمور والأبناء والمدرِّسين ,لأنـَّه أحد المواضيع المهمة في حياتنا لتساعد الطالب (أولادنا) على المذاكرة البيتيَّة في طريقه إلى النجاح وتحقيق أهدافه.